العودة بقلم:محمد بتش"مسعود" الجزائر
العودة بقلم:محمد بتش"مسعود"
الجزائر
كان سائرًا بهدوء كبير,وصل إلى المقهى ,دخل, طلب قهوة مركّزة علّها تزيل عنه بعض العياء والصداع,إختار كرسيا في زاوية المقهى,جلس.
عندما كان يرتشف القهوة, أحسّ وكأن البنّ لم تعد له نكهة,حين همّ بالإنصراف,عشرة دنانير كاملة تركها على الطاولة ثمنا لما إرتشف.لفتَ إنتباهه ورقة صغيرة بيضاء معلقة على الزجاج الخارجي للمقهى..إقترب..إنه إعلان عن وفاة, قرأ سطور الورقة بسرعة,الشخص المتوفي يعرفه جيدا...إنا لله وإنا إليه راجعون. أحسّ, بحزن يعصر قلبه,سيُدفن اليوم على الثانية زوالا.
كان يمشي بخطى حزينة إلى البيت,حين وصل ,توضأ وخرج قاصدا بيت هذا الراحل,الراحل صديق قديم,جمعٌ من الناس عند بيته,سلّم على أحد أبناء الراحل مواسيا ومخففا عنه بعض الأحزان الموجعة .
موعد الموكب الجنائزي يقترب,إستعد الجميع,مسحة من الحزن تبدو على وجوههم. سار الموكب بهدوء وصمت كبيرين يتخللهما بعض التكبير والتهليل,حين وصل الموكب إلى المقبرة,كانت تبدو نائمة رغم يقظة أهلها,صلى الجميع,القبر الضيق بداخله سيوضع جسد الراحل ملفوفا ببياض حافيا بهدوء كبير ورفق أكبر, بعدها يغطى الجسد الساكن بالتراب الكثير وبإحكام.
كان واقفا يلحظ المشهد المهيب,ترابٌ كثير على هذا الجسد النحيف. وقف الجميع داعين للرجل بالرحمة والمغفرة,إنتهى كل شيء,كل واحد عاد لبيته.
حين كان عائدا كان يفكر بحزن وعمق كبيرين,يولد المرء حافيا عاريا ويرحل حافيا عاريا,كان ترابا ويعود إليه حتما,لا ينفعه الأهل ولا الأقربون,لا المال ولا أي شيء,سيأخذ معه زاده مما عمل من خير أو شر, الفقير ,الغني,القوي و الضعيف,كل شيء يرحل,كل من عليها فان و رغم كل ذلك يتكبر الإنسان ويتجبرو يحاول غباءا أن يصل إلى طول الجبال أو يخرق الأرض غرورا, لم يدر كيف دمعت عيناه دموعا حارة,إستغفر, طلب من الله الهداية وأن يجعل عودته إليه يسيرة وأكمل خطواته قاصدا البيت .
الجزائر
كان سائرًا بهدوء كبير,وصل إلى المقهى ,دخل, طلب قهوة مركّزة علّها تزيل عنه بعض العياء والصداع,إختار كرسيا في زاوية المقهى,جلس.
عندما كان يرتشف القهوة, أحسّ وكأن البنّ لم تعد له نكهة,حين همّ بالإنصراف,عشرة دنانير كاملة تركها على الطاولة ثمنا لما إرتشف.لفتَ إنتباهه ورقة صغيرة بيضاء معلقة على الزجاج الخارجي للمقهى..إقترب..إنه إعلان عن وفاة, قرأ سطور الورقة بسرعة,الشخص المتوفي يعرفه جيدا...إنا لله وإنا إليه راجعون. أحسّ, بحزن يعصر قلبه,سيُدفن اليوم على الثانية زوالا.
كان يمشي بخطى حزينة إلى البيت,حين وصل ,توضأ وخرج قاصدا بيت هذا الراحل,الراحل صديق قديم,جمعٌ من الناس عند بيته,سلّم على أحد أبناء الراحل مواسيا ومخففا عنه بعض الأحزان الموجعة .
موعد الموكب الجنائزي يقترب,إستعد الجميع,مسحة من الحزن تبدو على وجوههم. سار الموكب بهدوء وصمت كبيرين يتخللهما بعض التكبير والتهليل,حين وصل الموكب إلى المقبرة,كانت تبدو نائمة رغم يقظة أهلها,صلى الجميع,القبر الضيق بداخله سيوضع جسد الراحل ملفوفا ببياض حافيا بهدوء كبير ورفق أكبر, بعدها يغطى الجسد الساكن بالتراب الكثير وبإحكام.
كان واقفا يلحظ المشهد المهيب,ترابٌ كثير على هذا الجسد النحيف. وقف الجميع داعين للرجل بالرحمة والمغفرة,إنتهى كل شيء,كل واحد عاد لبيته.
حين كان عائدا كان يفكر بحزن وعمق كبيرين,يولد المرء حافيا عاريا ويرحل حافيا عاريا,كان ترابا ويعود إليه حتما,لا ينفعه الأهل ولا الأقربون,لا المال ولا أي شيء,سيأخذ معه زاده مما عمل من خير أو شر, الفقير ,الغني,القوي و الضعيف,كل شيء يرحل,كل من عليها فان و رغم كل ذلك يتكبر الإنسان ويتجبرو يحاول غباءا أن يصل إلى طول الجبال أو يخرق الأرض غرورا, لم يدر كيف دمعت عيناه دموعا حارة,إستغفر, طلب من الله الهداية وأن يجعل عودته إليه يسيرة وأكمل خطواته قاصدا البيت .