المثقف والتظاهرات فاتن الجابري
المثقف والتظاهرات
فاتن الجابري
رغم أن الساحة الثقافية العربية تعيش فوضى عارمة منذ بداية مايسمى بالربيع العربي وظهور عناوين كثيرة ومتشابكة وغالبا ماتكون ملتبسة، لكننا فوجئنا بدعوة مايسمى إتحاد المثقفين العرب الى تصعيد التظاهرات في العراق والدعوة الى ماوصفه بالزحف العظيم الى بغداد، لماذا ؟! يقول البيان الذي أصدره هذا الأتحاد ( لكنس الحكومة الطائفية واللصوص والفاسدين والانتصار للسجناء والماجدات العراقيات واسترداد العراق) ولا ندري أي مثقفين مزيفيين يمثل هذا الأتحاد ؟! وأية ثقافة منحطة يمثلها هؤلاء المحرضون على الحرب الأهلية ؟! لانستغرب كثيرا أذا ماصدرت مثا هذه الدعوات المريضة من رجال دين مازالوا يعيشون عصر الفتنة الكبرى لكن المثقف ينبغي أن يظل هو الطرف المتبصر العاقل في التعامل مع مثل هذه الصراعات.
لايوجد مثقف طائفي وثقافة طائفية، بل يوجد مندس على الثقافة وتوجد ثقافة زائفة لأن الثقافة هي تعبير عن مكنون أنساني لا شيطاني، لا ينبغي أن يقف المثقف الحقيقي على الحياد ويخلي الساحة لمندسين ومؤسسات ثقافية زائفة لتلعب بعواطف الناس وتدفعهم باتجاه الفتنة الطائفية بعبارات ربما تبدو أحياناً منمقه أو مواربة، ونحن نسمع صوت السياسي ورجل الدين المسيس اللذان لايفكران بالمصلحة الوطنية العامة وهما يخوضان صراعاتهما السياسية ويندفعان أحياناً بعيداً تنفيذاً لإجندات خارجية، ونحن نسمع هذه الأصوات الشيطانية لابد لصوت المثقف الوطني أن يكون حاضرا وبقوة .. صوت العقل والتبصر الذي يحتاجه المواطن الذي يتعرض يومياً الى ضخ طائفي تحريضي هائل.
المثقف الوطني لايقف مع الحكومة ولا مع معارضيها، بل ينبغي ان يكون دوماً مع مصلحة الوطن والمواطن ويعبر عن ضمير الأمة، أن يتحرر من عقد التأريخ وينظر الى الأزمة بقلب صاف وعقل مفتوح، لانطالبه أن يلعب دور مطفيء الحرائق التي يشعلها السياسيون، لكنه يمتلك بعد نظر وبصيرة ثاقبة وقادر على رؤية صورة المستقبل رغم الدخان الكثيف الذي يثيره السياسي في صراعاته وتقلباته، لم يعد ممكنا بعد الآن أن يلوذ المثقف بالصمت ثم الهرب الى المنفى أذا أندلعت نيران الحرب لا سامح الله.
للأسف يعتقد بعض المثقفين أن دوره ينحصر في إدانة بعض التصريحات الطائفية التي تصدر من خندق محدد ويصمت عندما تصدر من الخندق الآخر، هذه ممارسة طائفية متوارية يقوم بها المثقف، من الخطورة أن يقوم المثقف بتملق السياسي بهذه الطريقة الفجة التي تشجع الأخير على المضي في مغامراته وتشنجاته التي يمكن أن تقود الى تدمير البلاد، ليس صحيحاً أن ينشغل المثقف بالرد على هذيانات شيوخ عشائر أو رجال دين أو سياسيين مأزومين ثم يقول انه يحارب الطائفية، نعتقد أن المثقف الحقيقي هو الذي يتوجه الى الناس بخطاب وطني أنساني صاف وشفاف ويستحضر فيهم محبة الوطن والمشتركات الوطنية التي تقرب بين الناس وتشدهم الى بعض.
لاتوجد دولة في أوربا والعالم الديموقراطي لاتشكو من سلبيات في ماضيها، غالبا مابلغت حد الحروب الأهلية والنزاعات الأثنية والطائفية المزمنة، لكن هذه الأمم وبفضل مثقفيها ومفكريها تجاوزت هذا الماضي وعبرته نحو مستقبل ذابت فيه الأحقاد القديمة وتعيش اليوم شعوبها بسلام ومحبة ورفاهية.
فاتن الجابري
رغم أن الساحة الثقافية العربية تعيش فوضى عارمة منذ بداية مايسمى بالربيع العربي وظهور عناوين كثيرة ومتشابكة وغالبا ماتكون ملتبسة، لكننا فوجئنا بدعوة مايسمى إتحاد المثقفين العرب الى تصعيد التظاهرات في العراق والدعوة الى ماوصفه بالزحف العظيم الى بغداد، لماذا ؟! يقول البيان الذي أصدره هذا الأتحاد ( لكنس الحكومة الطائفية واللصوص والفاسدين والانتصار للسجناء والماجدات العراقيات واسترداد العراق) ولا ندري أي مثقفين مزيفيين يمثل هذا الأتحاد ؟! وأية ثقافة منحطة يمثلها هؤلاء المحرضون على الحرب الأهلية ؟! لانستغرب كثيرا أذا ماصدرت مثا هذه الدعوات المريضة من رجال دين مازالوا يعيشون عصر الفتنة الكبرى لكن المثقف ينبغي أن يظل هو الطرف المتبصر العاقل في التعامل مع مثل هذه الصراعات.
لايوجد مثقف طائفي وثقافة طائفية، بل يوجد مندس على الثقافة وتوجد ثقافة زائفة لأن الثقافة هي تعبير عن مكنون أنساني لا شيطاني، لا ينبغي أن يقف المثقف الحقيقي على الحياد ويخلي الساحة لمندسين ومؤسسات ثقافية زائفة لتلعب بعواطف الناس وتدفعهم باتجاه الفتنة الطائفية بعبارات ربما تبدو أحياناً منمقه أو مواربة، ونحن نسمع صوت السياسي ورجل الدين المسيس اللذان لايفكران بالمصلحة الوطنية العامة وهما يخوضان صراعاتهما السياسية ويندفعان أحياناً بعيداً تنفيذاً لإجندات خارجية، ونحن نسمع هذه الأصوات الشيطانية لابد لصوت المثقف الوطني أن يكون حاضرا وبقوة .. صوت العقل والتبصر الذي يحتاجه المواطن الذي يتعرض يومياً الى ضخ طائفي تحريضي هائل.
المثقف الوطني لايقف مع الحكومة ولا مع معارضيها، بل ينبغي ان يكون دوماً مع مصلحة الوطن والمواطن ويعبر عن ضمير الأمة، أن يتحرر من عقد التأريخ وينظر الى الأزمة بقلب صاف وعقل مفتوح، لانطالبه أن يلعب دور مطفيء الحرائق التي يشعلها السياسيون، لكنه يمتلك بعد نظر وبصيرة ثاقبة وقادر على رؤية صورة المستقبل رغم الدخان الكثيف الذي يثيره السياسي في صراعاته وتقلباته، لم يعد ممكنا بعد الآن أن يلوذ المثقف بالصمت ثم الهرب الى المنفى أذا أندلعت نيران الحرب لا سامح الله.
للأسف يعتقد بعض المثقفين أن دوره ينحصر في إدانة بعض التصريحات الطائفية التي تصدر من خندق محدد ويصمت عندما تصدر من الخندق الآخر، هذه ممارسة طائفية متوارية يقوم بها المثقف، من الخطورة أن يقوم المثقف بتملق السياسي بهذه الطريقة الفجة التي تشجع الأخير على المضي في مغامراته وتشنجاته التي يمكن أن تقود الى تدمير البلاد، ليس صحيحاً أن ينشغل المثقف بالرد على هذيانات شيوخ عشائر أو رجال دين أو سياسيين مأزومين ثم يقول انه يحارب الطائفية، نعتقد أن المثقف الحقيقي هو الذي يتوجه الى الناس بخطاب وطني أنساني صاف وشفاف ويستحضر فيهم محبة الوطن والمشتركات الوطنية التي تقرب بين الناس وتشدهم الى بعض.
لاتوجد دولة في أوربا والعالم الديموقراطي لاتشكو من سلبيات في ماضيها، غالبا مابلغت حد الحروب الأهلية والنزاعات الأثنية والطائفية المزمنة، لكن هذه الأمم وبفضل مثقفيها ومفكريها تجاوزت هذا الماضي وعبرته نحو مستقبل ذابت فيه الأحقاد القديمة وتعيش اليوم شعوبها بسلام ومحبة ورفاهية.