Sirin Hamsho وOmar Al Assad. · لو لم أتزوّج عمر!
Sirin Hamsho وOmar Al Assad.
·
لو لم أتزوّج عمر!
في يوم مضى من أيام العشرينيات وكأي فتاة متمكنة من الحياة كنت أرى الزواج أكبر عقبة فيها! كان بالنسبة لي أقرب لنكتة غير مفهومة! أن تدع شخصاً لا تعرفه يقتحم حياتك ويعرقلها بإرادتك! مغامرة لا أحد يعرف نهايتها, كأن تقفز من أعلى منحدر في الظلام! لا تدري أين ستسقط!
هكذا اعتقدت!... إلى أن ظهر في حياتي شخص غير عادي.. ومن حيث لا أدري سيقلب المعادلة وسيحدث مالم يتوقعه أحد!
للوهلة الأولى سيبدو الأمر كأنه صدفة.. شاب وفتاة تعرفا عن طريق صديقة عزيزة وسارت قصتهما.. لكن, لا شيء في أقدارالله يدعى صدفة:
قبل تسع سنوات ..وبعد أيام قليلة مضت على التخرج .. يتصل بي صاحب شأن كبير في الجامعة يعرض علي أن اختار جامعة أوروبية لأكمل بها دراستي ويقول لي: بنتي .. إن كتب الله لي عمر.. أتمنى أن أراك يوما ما عميدة في جامعتنا.. تنتهي المكالمة!...
في ذات اليوم .. اتصال آخر .. من صديقة فاضلة .. تخبرني عن شاب لم أقابله من قبل ولم أعرفه .. تحدثني عنه مطوّلاً.. يبدو أنه شاب غير عادي .. الحديث عنه كان غير عادي ..لقائي الأول به كان مختلفاً .. كل شي بدا غير عادي وغير معقول! من أين أتى وأين كان؟ ولم الآن بالذات؟ ووو... أسئلة لا تنتهي!
التفكير بالأمر كان مرهقاً.. كان مجازفة أشبه بمحاولة انتحار ..والقرار كان مصيرياً حتماً ..الحسابات العقلية معقدة للغاية .. لكن الحسابات الإلهية كانت أسهل بكثير! كل شيء كان يدل أن ترتيباً خفياً يتم هناك في الغيب لا أعلمه ولا أدريه .. واسطة سماوية ربما تدخلت لإتمام الأمر!..
من قبل عُمر.. كان كل ما أريده بعد الزواج أن أبقى أنا.. سيرين! .. بأحلامها وأهدافها.. لا أريد شيئاً آخر ولم أدخل بتوقعات أكبر من ذلك كان كل همي أن لا يكون الزواج طريقا للهبوط التدريجي ..هبوط لا يرى لحظته وإنما يقاس بعد 20 سنة من الزواج.. كان المهم أن يبقى الطريق مستقيما قدر الإمكان..
لم أتخيل يوما أنني سأمضي لتحقيق ما أريد تحقيقه وأنا متزوجة.. وأم! .. هكذا أخبرنا المجتمع! .. أن الزواج مقبرة لأحلام الفتاة .. أن الزواج للفتاة الطموحة عبارة عن حلبة مصارعة بين خصمين يحاول كل منهما أن يهزم الآخر ليربح هو.. هكذا أخبرنا وهكذا أخبرتنا عيون الزوجات البائسات!
لم أكن أعلم أنني سألتقي في ملكوت الله شابا عُمَريّاً سيكون استثناء.. وسيكون سببا للصعود أكثر وأكثر..
الزوج رزق .. وأن يؤمن بك زوجك ويأخذ بيدك تماما كما تأخد أنت بيده .. أن يشاركك الحياة ويترك أنانيته من أجلك .. أن يضحي لتحقق أحلامك تماما كما تضحي أنت لأجل أحلامه ..لهو رزق الله من أوسع أبوابه.. وعمر هو رزقي من الله .. وأجمل هدية منه لي في الحياة..
البارحة صارعمري ثلاثين سنة .. جلست فيها أنظر إلى العشرين سنة التي مضت.. تصفحتها عاماً عاماً لأرى أهم ما مر فيها ..لم أجد انجازا ولا قراراً فعلته أعظم وأهم من قرار الزواج! .. جربت أن أسأل نفسي: ماذا لو لم أتزوج؟ ماذا لو لم أتزوج عمر؟
مجرد تخيّل الأمر بدى مرعباً! أن أتخيل تلك السنين المجنونة بدونه بدى أمراً مخيفاً للغاية!..
ربما لو لم أتزوج كانت ستسير حياتي بوتيرة مختلفة.. ربما سأكون أكثر انجازا على الصعيد الشخصي والأكاديمي والإعلامي.. لكن هل كنت سأكون سعيدة؟ بكل تأكيد لن أكون كذلك! لن أكون بسعادة وحمد واستقرار بقدرما أنا عليه اليوم ..
كل إنجاز كبير في الحياة هو شيء رائع بالتأكيد .. كل بصمة تتركها هي شرف وفخر .. لكن حجمها في داخلك سيكون كفقاعة عابرة تختفي بعد فترة لو احتفلت بها وحيدا من دون حبيب يأخذ بيدك ويدفعك.. يعاتبك ويعانقك.. يحتويك .. يشعرك بالإكتفاء معه..لا طعم في الحياة بكل ما فيها لو بقيت فيها وحيداً..
لو لم أتزوج .. كنت سأهرب من مهمّة صناعة الإنسان إلى مهمّات أسهل بكثير.. كنت سأصنع نفسي فقط! نفس ستكون خالية من أي سعادة حقيقيّة واطمئنان بوجود حب صادق لها وأثر ممتد منها.. نفس خالية من البراءة والأنس الذي يختزل بيد ملاك صغير تضمك في الصباح ( أو في منتصف الليل!) يكون لها طعم آخر.. وهل صناعة أي شيء في الدنيا تساوي صناعة الولد الصالح؟
لو لم أتزوج لكنت إنساناً عاش الحياة بنصف نجاح.. لكنت امرأة بنصف تجربة..وانساناً بنصف خبرة..
انثى بنصف قلب.. ونصف حب!.. كنت سأكون إنسان نصف ناضج! انسان بنصف روح .. وشابة بنصف جمال!
في الحقيقة لو لم أتزوج عمر .. لكنت الآن نصف سيرين!
·
لو لم أتزوّج عمر!
في يوم مضى من أيام العشرينيات وكأي فتاة متمكنة من الحياة كنت أرى الزواج أكبر عقبة فيها! كان بالنسبة لي أقرب لنكتة غير مفهومة! أن تدع شخصاً لا تعرفه يقتحم حياتك ويعرقلها بإرادتك! مغامرة لا أحد يعرف نهايتها, كأن تقفز من أعلى منحدر في الظلام! لا تدري أين ستسقط!
هكذا اعتقدت!... إلى أن ظهر في حياتي شخص غير عادي.. ومن حيث لا أدري سيقلب المعادلة وسيحدث مالم يتوقعه أحد!
للوهلة الأولى سيبدو الأمر كأنه صدفة.. شاب وفتاة تعرفا عن طريق صديقة عزيزة وسارت قصتهما.. لكن, لا شيء في أقدارالله يدعى صدفة:
قبل تسع سنوات ..وبعد أيام قليلة مضت على التخرج .. يتصل بي صاحب شأن كبير في الجامعة يعرض علي أن اختار جامعة أوروبية لأكمل بها دراستي ويقول لي: بنتي .. إن كتب الله لي عمر.. أتمنى أن أراك يوما ما عميدة في جامعتنا.. تنتهي المكالمة!...
في ذات اليوم .. اتصال آخر .. من صديقة فاضلة .. تخبرني عن شاب لم أقابله من قبل ولم أعرفه .. تحدثني عنه مطوّلاً.. يبدو أنه شاب غير عادي .. الحديث عنه كان غير عادي ..لقائي الأول به كان مختلفاً .. كل شي بدا غير عادي وغير معقول! من أين أتى وأين كان؟ ولم الآن بالذات؟ ووو... أسئلة لا تنتهي!
التفكير بالأمر كان مرهقاً.. كان مجازفة أشبه بمحاولة انتحار ..والقرار كان مصيرياً حتماً ..الحسابات العقلية معقدة للغاية .. لكن الحسابات الإلهية كانت أسهل بكثير! كل شيء كان يدل أن ترتيباً خفياً يتم هناك في الغيب لا أعلمه ولا أدريه .. واسطة سماوية ربما تدخلت لإتمام الأمر!..
من قبل عُمر.. كان كل ما أريده بعد الزواج أن أبقى أنا.. سيرين! .. بأحلامها وأهدافها.. لا أريد شيئاً آخر ولم أدخل بتوقعات أكبر من ذلك كان كل همي أن لا يكون الزواج طريقا للهبوط التدريجي ..هبوط لا يرى لحظته وإنما يقاس بعد 20 سنة من الزواج.. كان المهم أن يبقى الطريق مستقيما قدر الإمكان..
لم أتخيل يوما أنني سأمضي لتحقيق ما أريد تحقيقه وأنا متزوجة.. وأم! .. هكذا أخبرنا المجتمع! .. أن الزواج مقبرة لأحلام الفتاة .. أن الزواج للفتاة الطموحة عبارة عن حلبة مصارعة بين خصمين يحاول كل منهما أن يهزم الآخر ليربح هو.. هكذا أخبرنا وهكذا أخبرتنا عيون الزوجات البائسات!
لم أكن أعلم أنني سألتقي في ملكوت الله شابا عُمَريّاً سيكون استثناء.. وسيكون سببا للصعود أكثر وأكثر..
الزوج رزق .. وأن يؤمن بك زوجك ويأخذ بيدك تماما كما تأخد أنت بيده .. أن يشاركك الحياة ويترك أنانيته من أجلك .. أن يضحي لتحقق أحلامك تماما كما تضحي أنت لأجل أحلامه ..لهو رزق الله من أوسع أبوابه.. وعمر هو رزقي من الله .. وأجمل هدية منه لي في الحياة..
البارحة صارعمري ثلاثين سنة .. جلست فيها أنظر إلى العشرين سنة التي مضت.. تصفحتها عاماً عاماً لأرى أهم ما مر فيها ..لم أجد انجازا ولا قراراً فعلته أعظم وأهم من قرار الزواج! .. جربت أن أسأل نفسي: ماذا لو لم أتزوج؟ ماذا لو لم أتزوج عمر؟
مجرد تخيّل الأمر بدى مرعباً! أن أتخيل تلك السنين المجنونة بدونه بدى أمراً مخيفاً للغاية!..
ربما لو لم أتزوج كانت ستسير حياتي بوتيرة مختلفة.. ربما سأكون أكثر انجازا على الصعيد الشخصي والأكاديمي والإعلامي.. لكن هل كنت سأكون سعيدة؟ بكل تأكيد لن أكون كذلك! لن أكون بسعادة وحمد واستقرار بقدرما أنا عليه اليوم ..
كل إنجاز كبير في الحياة هو شيء رائع بالتأكيد .. كل بصمة تتركها هي شرف وفخر .. لكن حجمها في داخلك سيكون كفقاعة عابرة تختفي بعد فترة لو احتفلت بها وحيدا من دون حبيب يأخذ بيدك ويدفعك.. يعاتبك ويعانقك.. يحتويك .. يشعرك بالإكتفاء معه..لا طعم في الحياة بكل ما فيها لو بقيت فيها وحيداً..
لو لم أتزوج .. كنت سأهرب من مهمّة صناعة الإنسان إلى مهمّات أسهل بكثير.. كنت سأصنع نفسي فقط! نفس ستكون خالية من أي سعادة حقيقيّة واطمئنان بوجود حب صادق لها وأثر ممتد منها.. نفس خالية من البراءة والأنس الذي يختزل بيد ملاك صغير تضمك في الصباح ( أو في منتصف الليل!) يكون لها طعم آخر.. وهل صناعة أي شيء في الدنيا تساوي صناعة الولد الصالح؟
لو لم أتزوج لكنت إنساناً عاش الحياة بنصف نجاح.. لكنت امرأة بنصف تجربة..وانساناً بنصف خبرة..
انثى بنصف قلب.. ونصف حب!.. كنت سأكون إنسان نصف ناضج! انسان بنصف روح .. وشابة بنصف جمال!
في الحقيقة لو لم أتزوج عمر .. لكنت الآن نصف سيرين!