×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أفياء الأسدي ما قرأته في المربد .. جنائزٌ مضيئة

أفياء الأسدي   ما قرأته في المربد ..  جنائزٌ مضيئة
 أفياء الأسدي


ما قرأته في المربد ..

جنائزٌ مضيئة

مُذْ صرتَ
طعمُك طعمُ الماءِ يا بلدُ
صرنا نجفّ ولا يدري بنا احدُ

مذ نقّشت كفَّك الحنّاءُ
و انكسرتْ كلّْ الكفوف
فلم تشبهْ يديك يدُ

صرنا ندوس على جنّي فكرتنا
و نحصدْ الرملَ ،
حتى قيل: قد رمدوا

نمضي الى البحر تنسانا طفولتُنا
نبعثر الوردَ كيما يطفح الزبدُ

نخبئ الشمس خلف الباب ،
إنْ طمعتْ بأن تمدّ بخيطٍ ،
قد يسيء غدُ

اذن تُمدّ ايادينا مخضبةً
و نطعم القلبَ ما يسعى له ولدُ

صرنا نذوبُ على آمالنا
و نشي بالباقياتِ
اذا ما زالتِ العُمُدُ

يا دهر انّا رسمناها معبّدة..
سالتْ دروبٌ
ٌ و سال النهرُ و الابدُ

الكلّ يدري بما سوّت اكفّهمُ
و البالُ يدري
و يدري حالُنا النكِدُ

لا طيرَ في الكفّ لا صوتٌ فنطلقهُ
ولا سبيل لغير القصّ يا عُقَدُ

لا دِين في القلب
بل تبدو مساوئنا كما العرايا ،
كأنّ الآس مُعتَقَدُ

نقلّب الموتَ
مثل الريحِ حين تعي
أنّ العصافيرَ و الاشجارَ ترتعدُ

كلُّ الحكايات خضناها
و لم يزلِ الموتى يحاكوننا موتى
و لم يجدوا..

الّا ملابسنا تمشي لنا
و بدت جلودُنا الصُفْرُ لا تدري كمن و ئدوا

نحن المضيئون نمشي في جنائزنا
و نحملُ الليلَ طفلا ،
نزفُهُ بلدُ

نعاقرُ الطينَ كأساً مِن مواجعِنا
إنّ العناقيدَ لا تختارُ من جحدوا !

image

image
image

image