"حق الليلة" فرحة الصغار وعطاء الكبار ... تراث إماراتي بطعم "الحلوى" تتناقله الأجيال
الشارقة - قناة الشمس :
ملامح السرور والبهجة على وجوه الأطفال، وهم يطوفون بفريج "الخالدية" في إمارة الشارقة، حيث بدت الفرحة العارمة التي بادرت في بثها " فاطمة محمد الملا " في وجوهم بمناسبة "حق الليلة" أو النصف من شعبان، حيث تحتفل الأُسر الإماراتية سنوياً بها، والتي تشهد شراء الحلويات والمكسرات لاستقبال الأطفال الذين يأتون في تجمعات صغيرة حاملين أكياساً مزركشة، يطوفون بها على البيوت مردِّدين مجموعة أهازيج، منها: " عطونا حق الليلة.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم" .
وفيما يحتفل الكبار والصغار بهذه الليلة استعداداً لحلول شهر رمضان المبارك، يعتبرها آخرون احتفالية توارثتها الأجيال على مر السنين، ويعد الاحتفال بحق الليلة جزءاً من المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل، يبث قيم حب الخير والتكافل والتراحم في نفوسهم، كما أنه يحث أفراد المجتمع على ضرورة التمسك بهويتهم الوطنية والحفاظ على عادات وتقاليد الآباء والأجداد.
عادة جميلة وموروث قديم
وتسترجع "فاطمة محمد الملا" ذكرياتها مع "حق الليلة" وتقول : منذ أن وعينا على الدنيا وتفتحت أعيننا كانت لأهالينا عادة جميلة وموروث قديم يرسم البهجة على وجوهنا ويبعث بالسعادة على قلوبنا، ومظاهر الاستعداد للاحتفال بحق الليلة والفرحة بها تضاهي بهجة العيد، حيث كانت الأمهات تقوم بخياطة وتجهيز الملابس منذ وقت مبكر، وكان الأطفال يجربونها مرات عديدة قبيل الاحتفال بهذه المناسبة، مشيرة إلى أنه من شدة تشبث الأطفال بالاحتفال بالمناسبة حينها كانوا يرتدون ملابسهم منذ الصباح الباكر.
وأشارت إلى أن الاحتفال بحق الليلة لم يكن مقتصراً على الأطفال فقط، بل يشارك في حتى الكبار، الذين كانوا يرافقون حشود الأطفال وينشدون معهم ليشاهدوا ويحملوا أطفالهم الصغار في بعض الأحيان ليعيشوا الفرحة ويشاهدوا بسمة الأطفال.
وأوضحت " فاطمة الملا" إن طقوس حق الليلة في الإمارات تبدأ بعد صلاة العصر حيث يتجمع الأطفال وبنات وصبيان بملابسهم الجميلة التقليدية فالبنات بملابسهن المطرزة والصبيان بالكندورة والطاقية المطرزة أيضاً بخيوط الذهب وكل منهم يحمل على رقبته كيسا من القماش خاطته أمه له يسمى (الخريطة) ويمشون جماعات، تتوقف كل جماعة عند بيت من البيوت، وتبدأ بترديد الأهازيج المليئة بالدعاء.
حلويات أيام زمان
وعن حلويات أيام زمان تشير الوالدة " فاطمة محمد الملا" إلى أنها كانت تختلف عن اليوم، وتشمل خليطاً من التين وبيض "الصعَو" بألوانه الأزرق والوردي والأبيض، و"البرميت" وهي حلوى شفافة تأتي من الخارج مغلفة بورق "السولوفان" بأنواع وأحجام مختلفة، و"الشاكليت" المصنوعة من الحليب أو الكراميل أو الشوكولاتة، و"الزلابيا" وهي حلوى على شكل مشبّك. أما أنواع المكسرات، فمنها "البيذام" أي اللوز بأنواعه المقشر والخفيف والجاف وذو القشر، و"اليوز" أي الجوز و"النخي" أي الحمص المحمَّص، و"الحبة الخضراء" أي البازلاء.
في الماضي كانت الأم أو الجدة تخيط لأطفالها أكياساً من القماش تُعرف بـ "الخرايط" يحملها الأطفال ويطوفون بها بين البيوت القديمة لجمع الحلويات، التي كانوا يتنافسون على جمعها، خصوصاً عندما يقصدون منازل الأسر التي توزع الكثير من الحلويات بأشكال وأنواع وأحجام مختلفة. ويقوم الأطفال بالمدح والثناء على أصحاب البيوت التي تقدم أكبر كمية من المذاقات اللذيذة.
معاني المحبة والتآخي بين الأجيال
أفاد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل بمناسبة "حق الليلة" مساء الخميس 14 شعبان 1446هـ، الموافق 13 فبراير 2025، وهي عادة تراثية متوارثة تحتفي بها شعوب الخليج العربي، خاصة الأطفال الذين يجوبون الأحياء لجمع الحلوى والهدايا، وتحظى هذه المناسبة بمكانة خاصة في التراث الإماراتي، وتحمل في طياتها معاني المحبة والتآخي بين الأجيال، مؤكداً أنها ليست مناسبة دينية، بل جزء من التراث الشعبي المتجذر في ثقافة المنطقة.
مناسبة اجتماعية متوارثة تعكس أصالة التراث الخليجي
وأوضح سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم أن "حق الليلة"، لا يحمل أي طابع ديني، بل هو مناسبة اجتماعية متوارثة تعكس أصالة التراث الخليجي، حيث يشارك الأطفال في هذه المناسبة بارتداء الأزياء التقليدية ويجوبون بيوت الأحياء لجمع الحلوى والهدايا وسط أجواء من الفرح والألفة، مما يعزز الترابط المجتمعي والمحافظة على الموروث الشعبي.
تقليد مشترك بين شعوب الخليج
وأضاف المسلم أن الاحتفال بـ "حق الليلة"، يعد تقليداً مشتركاً بين شعوب الخليج، رغم اختلاف مواعيد الاحتفال وتسمياته، حيث تحتفل بها الإمارات والسعودية والبحرين في ليلة 15 شعبان، بينما تحتفل بها الكويت وعُمان في ليلة 15 رمضان.
تسميات مختلفة في كل دولة
وأشار سعادة المسلم إلى أن هذه المناسبة التراثية، تحمل تسميات مختلفة في كل دولة، حيث تعرف بـ "حق الليلة" في الإمارات، بينما تسمى "قرنقعوه" في قطر، وفي عُمان يطلق عليها "قرنقعشوه"، وتعرف في الكويت والسعودية بـ "قرقيعان"، أما في البحرين فتسمى "قرقاعون"، ورغم اختلاف الأسماء، تبقى هذه المناسبة رمزاً لتراث مشترك يعبر عن الفرح، ويعزز التواصل بين الأجيال في أجواء احتفالية مميزة.
إرث ثقافي مشترك
التأكيد على أن هذه المناسبة التراثية تمثل إرثاً ثقافياً مشتركاً بين شعوب المنطقة، وتعكس قيم المحبة والفرح والتآخي التي تجمع بين الصغار والكبار، ومن المهم نقل هذه التقاليد للأجيال القادمة للمحافظة على الهوية الثقافية والتراثية لدولة الإمارات.
فتوى تجيز الاحتفال بليلة النصف من شعبان
وفيما يتعلق بجواز الاحتفال بها، أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي فتوى تجيز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، المعروفة بـ"حق الليلة" معتبراً أنها من عادات المجتمع الجائزة شرعاً، وأن تقديم الهدايا وإدخال الفرحة والسرور، خصوصاً على الأطفال والأقارب والجيران، أمر مستحب.
ملامح السرور والبهجة على وجوه الأطفال، وهم يطوفون بفريج "الخالدية" في إمارة الشارقة، حيث بدت الفرحة العارمة التي بادرت في بثها " فاطمة محمد الملا " في وجوهم بمناسبة "حق الليلة" أو النصف من شعبان، حيث تحتفل الأُسر الإماراتية سنوياً بها، والتي تشهد شراء الحلويات والمكسرات لاستقبال الأطفال الذين يأتون في تجمعات صغيرة حاملين أكياساً مزركشة، يطوفون بها على البيوت مردِّدين مجموعة أهازيج، منها: " عطونا حق الليلة.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم" .
وفيما يحتفل الكبار والصغار بهذه الليلة استعداداً لحلول شهر رمضان المبارك، يعتبرها آخرون احتفالية توارثتها الأجيال على مر السنين، ويعد الاحتفال بحق الليلة جزءاً من المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل، يبث قيم حب الخير والتكافل والتراحم في نفوسهم، كما أنه يحث أفراد المجتمع على ضرورة التمسك بهويتهم الوطنية والحفاظ على عادات وتقاليد الآباء والأجداد.
عادة جميلة وموروث قديم
وتسترجع "فاطمة محمد الملا" ذكرياتها مع "حق الليلة" وتقول : منذ أن وعينا على الدنيا وتفتحت أعيننا كانت لأهالينا عادة جميلة وموروث قديم يرسم البهجة على وجوهنا ويبعث بالسعادة على قلوبنا، ومظاهر الاستعداد للاحتفال بحق الليلة والفرحة بها تضاهي بهجة العيد، حيث كانت الأمهات تقوم بخياطة وتجهيز الملابس منذ وقت مبكر، وكان الأطفال يجربونها مرات عديدة قبيل الاحتفال بهذه المناسبة، مشيرة إلى أنه من شدة تشبث الأطفال بالاحتفال بالمناسبة حينها كانوا يرتدون ملابسهم منذ الصباح الباكر.
وأشارت إلى أن الاحتفال بحق الليلة لم يكن مقتصراً على الأطفال فقط، بل يشارك في حتى الكبار، الذين كانوا يرافقون حشود الأطفال وينشدون معهم ليشاهدوا ويحملوا أطفالهم الصغار في بعض الأحيان ليعيشوا الفرحة ويشاهدوا بسمة الأطفال.
وأوضحت " فاطمة الملا" إن طقوس حق الليلة في الإمارات تبدأ بعد صلاة العصر حيث يتجمع الأطفال وبنات وصبيان بملابسهم الجميلة التقليدية فالبنات بملابسهن المطرزة والصبيان بالكندورة والطاقية المطرزة أيضاً بخيوط الذهب وكل منهم يحمل على رقبته كيسا من القماش خاطته أمه له يسمى (الخريطة) ويمشون جماعات، تتوقف كل جماعة عند بيت من البيوت، وتبدأ بترديد الأهازيج المليئة بالدعاء.
حلويات أيام زمان
وعن حلويات أيام زمان تشير الوالدة " فاطمة محمد الملا" إلى أنها كانت تختلف عن اليوم، وتشمل خليطاً من التين وبيض "الصعَو" بألوانه الأزرق والوردي والأبيض، و"البرميت" وهي حلوى شفافة تأتي من الخارج مغلفة بورق "السولوفان" بأنواع وأحجام مختلفة، و"الشاكليت" المصنوعة من الحليب أو الكراميل أو الشوكولاتة، و"الزلابيا" وهي حلوى على شكل مشبّك. أما أنواع المكسرات، فمنها "البيذام" أي اللوز بأنواعه المقشر والخفيف والجاف وذو القشر، و"اليوز" أي الجوز و"النخي" أي الحمص المحمَّص، و"الحبة الخضراء" أي البازلاء.
في الماضي كانت الأم أو الجدة تخيط لأطفالها أكياساً من القماش تُعرف بـ "الخرايط" يحملها الأطفال ويطوفون بها بين البيوت القديمة لجمع الحلويات، التي كانوا يتنافسون على جمعها، خصوصاً عندما يقصدون منازل الأسر التي توزع الكثير من الحلويات بأشكال وأنواع وأحجام مختلفة. ويقوم الأطفال بالمدح والثناء على أصحاب البيوت التي تقدم أكبر كمية من المذاقات اللذيذة.
معاني المحبة والتآخي بين الأجيال
أفاد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل بمناسبة "حق الليلة" مساء الخميس 14 شعبان 1446هـ، الموافق 13 فبراير 2025، وهي عادة تراثية متوارثة تحتفي بها شعوب الخليج العربي، خاصة الأطفال الذين يجوبون الأحياء لجمع الحلوى والهدايا، وتحظى هذه المناسبة بمكانة خاصة في التراث الإماراتي، وتحمل في طياتها معاني المحبة والتآخي بين الأجيال، مؤكداً أنها ليست مناسبة دينية، بل جزء من التراث الشعبي المتجذر في ثقافة المنطقة.
مناسبة اجتماعية متوارثة تعكس أصالة التراث الخليجي
وأوضح سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم أن "حق الليلة"، لا يحمل أي طابع ديني، بل هو مناسبة اجتماعية متوارثة تعكس أصالة التراث الخليجي، حيث يشارك الأطفال في هذه المناسبة بارتداء الأزياء التقليدية ويجوبون بيوت الأحياء لجمع الحلوى والهدايا وسط أجواء من الفرح والألفة، مما يعزز الترابط المجتمعي والمحافظة على الموروث الشعبي.
تقليد مشترك بين شعوب الخليج
وأضاف المسلم أن الاحتفال بـ "حق الليلة"، يعد تقليداً مشتركاً بين شعوب الخليج، رغم اختلاف مواعيد الاحتفال وتسمياته، حيث تحتفل بها الإمارات والسعودية والبحرين في ليلة 15 شعبان، بينما تحتفل بها الكويت وعُمان في ليلة 15 رمضان.
تسميات مختلفة في كل دولة
وأشار سعادة المسلم إلى أن هذه المناسبة التراثية، تحمل تسميات مختلفة في كل دولة، حيث تعرف بـ "حق الليلة" في الإمارات، بينما تسمى "قرنقعوه" في قطر، وفي عُمان يطلق عليها "قرنقعشوه"، وتعرف في الكويت والسعودية بـ "قرقيعان"، أما في البحرين فتسمى "قرقاعون"، ورغم اختلاف الأسماء، تبقى هذه المناسبة رمزاً لتراث مشترك يعبر عن الفرح، ويعزز التواصل بين الأجيال في أجواء احتفالية مميزة.
إرث ثقافي مشترك
التأكيد على أن هذه المناسبة التراثية تمثل إرثاً ثقافياً مشتركاً بين شعوب المنطقة، وتعكس قيم المحبة والفرح والتآخي التي تجمع بين الصغار والكبار، ومن المهم نقل هذه التقاليد للأجيال القادمة للمحافظة على الهوية الثقافية والتراثية لدولة الإمارات.
فتوى تجيز الاحتفال بليلة النصف من شعبان
وفيما يتعلق بجواز الاحتفال بها، أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي فتوى تجيز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، المعروفة بـ"حق الليلة" معتبراً أنها من عادات المجتمع الجائزة شرعاً، وأن تقديم الهدايا وإدخال الفرحة والسرور، خصوصاً على الأطفال والأقارب والجيران، أمر مستحب.