لبنى ياسين · ما كتبه الصديق الدكتور عبد السلام دخان عن مجموعتي القصصية الأخيرة، وابل من الخيطان. شاعرية القصة القصيرة:
لبنى ياسين ·
ما كتبه الصديق
الدكتور عبد السلام دخان عن مجموعتي القصصية الأخيرة، وابل من الخيطان.
شاعرية القصة القصيرة:
"وابل من الخيطان" عنوان العمل الإبداعي الجديد للكاتبة والتشكيلية السورية لبنى ياسين، الصادر عن عن دار الشؤون الثقافية في بغداد. كان لي شرف كتابة مقدمة هذا العمل الإبداعي للصديقة الأديبة والتشكيلية لبنى ياسين، مقدمة تروم تأويل المتخيل السردي القصصي، ورصد البنيات المساهمة في تشكيل متخيله، وتعدد مصائره، وطلاوة اللغة القصصية، طلاوة اللغة القصصية وهي تساهم في أسلبة الحياة فنيا وفق منظور الذات لنفسها، خاصة وهي تشيد حوارا واصفاََ لهواجس الذات، يكشف عن استحواذ نفسي يجعل الشخصية قلقة ومنشغلة بوضوعات مثل المرض والعلاج والآخر، والفضاء العام، فضلاً عن ممكنات المعنى ومرجعياته المختلفة. وتنشغل قصص" وابل من الخيطان" بتمظهر تجربة الذات وربط الوعي السردي بتحقق هذه الذات في وجودها وأنساقها النفسية والاجتماعية، ولم تكن الذات الشاردة منفردة في وجودها لأنها مقيمة في حشد الذاكرة، من دون نسيان خصوصية إدراكها الحسي والمعرفي لمحيطها وفق سنن الحبكة وترابطاتها النصية، لنجعل من "وابل من الخيطان" تجسيدا لمنظور الساردة، ومحاولة المواءمة مع محمولات الذاكرة، والتحولات النفسية والاجتماعية وطرائق فن العيش.
تزاوج لبنى ياسين بين الكتابة السردية الروائية والقصصية فضلا عن التشكيل الفني، وهي حاصلة على شواهد علمية كثيرة منها بكالوريوس علوم من جامعة دمشق، دبلوم في الرسم والنحت بدمشق، ودبلوم اللغة الإنجليزية. ترجمت أعمالها السردية إلى الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والبلغارية، والروسية. من أعمالها السردية القصصية نذكر:" سبعة أزرار وعروتان"، " تراتيل الناي والشغف"، " سيراً على أقدام نازفة"، " طقوس متوحشة"، " أنثى في قفص"...
نقرأ من نصها القصصي" " وابل من الخيطان" هذا المقطع السردي: "كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا العالم وحدي؟ هذا السؤالُ باتَ يؤرقني بعد أن اكتشفتُ ما يحدث، وعندما حاولتُ تنبيهَ الناسِ، لم يصدقني أحد، اعتبروني مجنونة، وابتعدوا عني، لم يعد هناك من يرغبُ بالحديث معي، وهكذا صرتُ معزولةً كداءٍ معدٍ.
بدأ الأمر كلٌّه بحكةٍ غريبةٍ تعتورني في رأسي، لم أعد أذكرُ كم من الوقتِ مرّ قبلَ أن يظهرَ مكانها ورمٌ صغير، كما لو كانت كتلةً دهنيةً أستطيعُ تحريكها قليلاً بأصابعي، أصبح الورمُ بعد قليلٍ هاجساً لا أستطيعُ تجاهلَه، بل إن أصابعي تتجه إليه تلقائياً، وتحكُه إلى أن يُخدشَ، وتتبللَ أصابعي بقطراتِ الدمِ الدافئ، عند هذا الحد، لم أعدْ أحتمل، فذهبتُ إلى الطبيب، قد يخطرُ في بالك أن تسأل: لماذا لم أذهب قبل ذلك؟ حسناً ..إنه أمر يتعلقُ بي، لدي رهابُ المعطفِ الأبيض، أشعر أنني إن ذهبتُ إلى الطبيب، فإنني حتماً سأمرض مرضاً شديداً، ولدي قناعةٌ تامةٌ بأن الجسدَ لديه منظومةَ دفاعٍ كافية ٍلدرءِ أي مرض، وذهابُك إلى الطبيب، يعني أن ثمةَ عارضاً ما في جهازك المناعي يمنعُه من آداء عمِله كما يجب، وبالتالي، أنت تمنحُ جسدَك – بذهابك إلى الطبيب- الإذنَ بالانهيار..."
ما كتبه الصديق
الدكتور عبد السلام دخان عن مجموعتي القصصية الأخيرة، وابل من الخيطان.
شاعرية القصة القصيرة:
"وابل من الخيطان" عنوان العمل الإبداعي الجديد للكاتبة والتشكيلية السورية لبنى ياسين، الصادر عن عن دار الشؤون الثقافية في بغداد. كان لي شرف كتابة مقدمة هذا العمل الإبداعي للصديقة الأديبة والتشكيلية لبنى ياسين، مقدمة تروم تأويل المتخيل السردي القصصي، ورصد البنيات المساهمة في تشكيل متخيله، وتعدد مصائره، وطلاوة اللغة القصصية، طلاوة اللغة القصصية وهي تساهم في أسلبة الحياة فنيا وفق منظور الذات لنفسها، خاصة وهي تشيد حوارا واصفاََ لهواجس الذات، يكشف عن استحواذ نفسي يجعل الشخصية قلقة ومنشغلة بوضوعات مثل المرض والعلاج والآخر، والفضاء العام، فضلاً عن ممكنات المعنى ومرجعياته المختلفة. وتنشغل قصص" وابل من الخيطان" بتمظهر تجربة الذات وربط الوعي السردي بتحقق هذه الذات في وجودها وأنساقها النفسية والاجتماعية، ولم تكن الذات الشاردة منفردة في وجودها لأنها مقيمة في حشد الذاكرة، من دون نسيان خصوصية إدراكها الحسي والمعرفي لمحيطها وفق سنن الحبكة وترابطاتها النصية، لنجعل من "وابل من الخيطان" تجسيدا لمنظور الساردة، ومحاولة المواءمة مع محمولات الذاكرة، والتحولات النفسية والاجتماعية وطرائق فن العيش.
تزاوج لبنى ياسين بين الكتابة السردية الروائية والقصصية فضلا عن التشكيل الفني، وهي حاصلة على شواهد علمية كثيرة منها بكالوريوس علوم من جامعة دمشق، دبلوم في الرسم والنحت بدمشق، ودبلوم اللغة الإنجليزية. ترجمت أعمالها السردية إلى الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والبلغارية، والروسية. من أعمالها السردية القصصية نذكر:" سبعة أزرار وعروتان"، " تراتيل الناي والشغف"، " سيراً على أقدام نازفة"، " طقوس متوحشة"، " أنثى في قفص"...
نقرأ من نصها القصصي" " وابل من الخيطان" هذا المقطع السردي: "كيف يمكنُ أن أعيشَ في هذا العالم وحدي؟ هذا السؤالُ باتَ يؤرقني بعد أن اكتشفتُ ما يحدث، وعندما حاولتُ تنبيهَ الناسِ، لم يصدقني أحد، اعتبروني مجنونة، وابتعدوا عني، لم يعد هناك من يرغبُ بالحديث معي، وهكذا صرتُ معزولةً كداءٍ معدٍ.
بدأ الأمر كلٌّه بحكةٍ غريبةٍ تعتورني في رأسي، لم أعد أذكرُ كم من الوقتِ مرّ قبلَ أن يظهرَ مكانها ورمٌ صغير، كما لو كانت كتلةً دهنيةً أستطيعُ تحريكها قليلاً بأصابعي، أصبح الورمُ بعد قليلٍ هاجساً لا أستطيعُ تجاهلَه، بل إن أصابعي تتجه إليه تلقائياً، وتحكُه إلى أن يُخدشَ، وتتبللَ أصابعي بقطراتِ الدمِ الدافئ، عند هذا الحد، لم أعدْ أحتمل، فذهبتُ إلى الطبيب، قد يخطرُ في بالك أن تسأل: لماذا لم أذهب قبل ذلك؟ حسناً ..إنه أمر يتعلقُ بي، لدي رهابُ المعطفِ الأبيض، أشعر أنني إن ذهبتُ إلى الطبيب، فإنني حتماً سأمرض مرضاً شديداً، ولدي قناعةٌ تامةٌ بأن الجسدَ لديه منظومةَ دفاعٍ كافية ٍلدرءِ أي مرض، وذهابُك إلى الطبيب، يعني أن ثمةَ عارضاً ما في جهازك المناعي يمنعُه من آداء عمِله كما يجب، وبالتالي، أنت تمنحُ جسدَك – بذهابك إلى الطبيب- الإذنَ بالانهيار..."