إبراهيم البغلي .. نصير ٦٠ ألف مُسِن في الكويت
بواسطة حمزة عليان البيت العربي العدد 726
على* مدى* عقود* كان* البيت* العربي* ولايزال* ركيزة* لبناء* الأسرة* المتماسكة*. هذا* البيت* استمد* خصاله* من* مفهوم* *«الشرق*»،* حيث* كان* الترابط* والتراحم* بين* الأهل* ملازمًا* لثقافتهم*.
من* هنا* جاءت* فكرة* *«الابن* البار*»* امتداداً* تاريخياً* لهذا* الإرث* الحضاري،* والقائمة* على* مد* يد* العون* تجاه* كبار* السن* واحتضان* فئة* المسنين* وبما* يوفر* لهم* حياة* كريمة* وإنسانية* وفكرة* تناول* هذه* الشخصية* المستوحاة* من* زوايا* البيت* العربي*.
والسيد* إبراهيم* طاهر* البغلي* عرف* معنى* المسن* وإن* قارب* الآن* على* السابعة* والسبعين* من* العمر،* وهو* بمبادرته* إنشاء* *«جائزة* الابن* البار*»* كان* خير* مثال* لتطبيق* القول* الشائع* *«ما* يحن* على* العود* إلا* صاحبه*»*.
توجه* البغلي* إلى* شريحة* اجتماعية* يزيد* عددها* على* 60* ألفًا* من* أبناء* الكويت* والوافدين* ممن* تجاوزت* أعمارهم* الخامسة* والستين* وهي* سن* الدخول* في* مرحلة* كبار* السن،* وكأنه* يردد* المثل* الشعبي* *«ما* يحمل* همك* إلا* اللي* من* دمك*»*.
دخل* إلى* عالم* المسنين* والرفق* بهم* من* أبوابه* الواسعة،* إيمانًا* منه* بالدور* الذي* لعبه* الآباء* والأجداد* في* خدمة* المجتمع* ووفاءً* لهم* ولما* قدموه* من* تضحيات،* وذلك* بتوفير* الرعاية* لهم* وإشعارهم* بإنسانيتهم* وحفظ* كرامتهم*.
آمن* بثقافة* التطوع،* فهذا* ما* يسعى* إليه* في* جمعية* المبرات* الخيرية،* فكبار* السن* بالنسبة* إليه* هم* نبع* العطاء* الدائم* وعنوان* الإيثار،* والواجب* يقتضي* الوقوف* إلى* جانبهم* ورد* الجميل* لهم،* وغايته* أن* يكون* بارًا* بهم* وبوالديه* اللذين* يحن* إليهما* ويشعر* أنهما* مازالا* حاضرين* في* حياته* وفي* خطواته*.
بنى* السيد* إبراهيم* البغلي* ركائز* مجتمعية* ساهمت* في* إثراء* التجربة،* بحيث* باتت* الأنشطة* التي* يمارسها* على* مدار* العام،* بمنزلة* ثقافة* توعوية،* عنوانها* رعاية* كبار* السن* وغرس* مفهوم* الابن* البار،* وعلى* مدى* سنوات* أقام* مجموعة* مسابقات* تتصل* بالقصة* والصورة،* تسلط* الأضواء* على* جوانب* التميز* والإبداع* وبما* يجذر* الدعوة* لتحصين* الأسرة* من* التفكك* والتباعد* بين* أبنائها*.
نجح* في* إصدار* *«بطاقة* مسن*»* وهي* عون* حقيقي* لهذه* المجموعة* تتيح* لحاملها* الأفضلية* بالمعاملات* في* مؤسسات* الدولة* أينما* ذهب،* وتقديم* الخدمات* الاجتماعية* له* كمواقف* للسيارات* والحصول* على* احتياجاته* قبل* غيره* من* المواطنين*.
عمله* في* كشافة* الكويت* منذ* خمسينيات* القرن* الماضي* زرع* فيه* خصال* التطوع،* ليعززها* بمساعدة* المسنين* والاهتمام* بهم* وإشاعة* هذه* الثقافة* وغرسها* بعقول* الناشئة* والأجيال* الجديدة،* فهو* من* أقام* جسور* التواصل* بينهم*.
جائزة* *«الابن* البار*»* لصيقة* بالسيد* إبراهيم* البغلي،* تسعى* لإظهار* هذا* الابن* الوفي* ومدى* احترامه* ومساعدته* لوالده* المسن* في* ظل* جنوح* البعض* وعقوق* الآخرين* تجاه* والديهم،* وهذه* الجائزة* تكتسب* ميزة* تحفيز* الأبناء* على* الوفاء* لوالديهم* عندما* يتقدم* بهم* العمر*.
جائزة* الابن* البار
دائمًا* ما* يطرح* السؤال* على* صاحب* المشروع،* كيف* بدأت* بالعمل* التطوعي* ومن* أين* نبعت* فكرة* *«الابن* البار*»* ورعاية* المسنين؟* يجيب* وعلى* لسانه* في* لقاء* صحافي*: *«قبل* سنوات* طرأت* علي* فكرة* بدعوة* نزلاء* دار* المسنين* التابعين* لوزارة* الشؤون* الاجتماعية* لمزرعتي* بالوفرة،* وفعلاً* تمت* الموافقة* على* الدعوة،* وكان* ذلك* للنزلاء* الرجال* والنساء* والموظفين،* وفعلاً* قامت* أم* رائد* بمساعدة* بناتي* بتحضير* غداء* لهم* طبخ* بيتي* كويتي،* وقد* قضينا* يومًا* ممتعًا* معهم،* فأصبحت* عادة* سنوية،* حتى* أصبح* هناك* نوع* جيد* من* التواصل* بيني* وبينهم* حتى* المتعالجين* بالخدمات* المتنقلة،* وأصبح* هناك* تفاعل* وتواصل،* فطرح* علي* الإخوة* بدار* المسنين* فكرة* جائزة* الابن* البار* لأرعاها،* فوجدتها* جيدة* وبرًا* بالوالدين،* وغرسًا* للقيم* في* المجتمع* فوافقت* على* رعايتها* لعدد* 2000* مسن،* وشعرت* أن* المجتمع* مقصر* في* خدمة* المسنين،* فكان* عندي* إحساس* باحتياجهم،* لذا* فكرت* بإنشاء* جمعية* لرعاية* المسنين،* ومن* أهدافها* تشجيع* الأبناء* والبنات* للبر* بوالديهم،* توطيد* العلاقات* الأسرية،* توعية* المجتمع* باحتياجات* المسن،* تفعيل* دور* الإعلام* تجاه* قضايا* المسن،* دمج* المسنين* في* المجتمع،* التشجيع* على* العمل* التطوعي* مع* المسنين،* تعزيز* السلوك* الإيجابي* تجاه* المسنين،* هذا* بالإضافة* إلى* أنني* حرصت* على* توفير* المعدات* والأجهزة* التعويضية* للمسن،* وتوفير* مكان* له* كمنتجع* أو* شاليهات* لقضاء* الوقت،* ثم* يعود* لبيته،* كذلك* توفير* بعض* المميزات* للمعاقين* كموقف* سيارات،* وقد* بدأنا* العمل* عام* 2007*»*.
شغل* عدة* مناصب* قبل* إبحاره* في* العمل* التطوعي،* فقد* تولى* إدارة* متحف* الكويت* الوطني* عام* 1970،* وشعر* في* أول* مشوار* حياته* العملية* بأهمية* التراث،* واتجه* لمتحف* *«بيت* البدر*»* والحفاظ* عليه،* وكذلك* بيت* الغانم* الذي* تم* تحويله* إلى* *«المرسم* الحر*»* حتى* المقتنيات* الداخلية* لهذه* البيوت* عدت* من* الآثار* القديمة* ومعرضًا* لهواة* الحرف* القديمة،* كما* بادر* بإنشاء* أول* مقهي* شعبي* على* الطراز* الكويتي* واستمتع* الجمهور* به* وبالخدمات* التي* يقدمها،* كذلك* بادر* بإنشاء* *«يوم* البحار*»،* بهدف* الحفاظ* على* التراث* البحري*.
* ومن* الأعمال* التي* يفتخر* بها،* أنه* نظم* وأعد* أول* معرض* مشترك* للآثار* لدول* مجلس* التعاون* الخليجي* وساهم* بمشاريع* الترويج* السياحي* وعمل* رحلات* بحرية* إلى* جزيرة* فيلكا*.
خرج* من* بيت* والده* بمنطقة* شرق،* وكان* لهم* ديوان،* خصص* جزءًا* من* البيت* لعمال* وصناع* البشوت* وامتلكت* العائلة* مصنعًا* للبشوت* وآخر* للإسفنج*. بدأ* العمل* التجاري* بنفسه* مع* مطلع* السبعينيات،* وتعلم* من* والده* أصول* التعاملات* التجارية* وبعد* فترة* أسس* شركة* للحراسة*.
عن* تلك* المرحلة* والعلاقة* التي* ارتبط* فيها* مع* والديه* يتحدث* بالقول* مع* الزميلة* هالة* عمران*: *«والدي* طاهر* أحمد* البغلي* من* كبار* تجار* البشوت* في* الكويت،* حيث* كان* متخصصًا* بخياطة* البشوت،* وكانت* الخياطة* في* البداية* يدوية،* والآن* لدينا* مصنع* وحيد،* وهو* بالمناسبة* أول* مصنع* كويتي* لنسج* البشوت،* ولدي* اثنان* من* الإخوان* اتجها* لتنمية* تجارتنا* القديمة* *«البشوت*»،* وهناك* أنواع* نادرة* من* البشوت* يصل* سعر* الواحد* منها* إلى* 1500* دينار،* كما* أن* هناك* من* الإخوة* من* اتجهوا* لصناعة* الإسفنج* وهم* من* أوائل* من* بدأوا* صناعة* الإسفنج* وطوروها،* حيث* كانت* في* البداية* منحصرة* في* المراتب،* ثم* أصبحت* في* الأثاث* والديباج،* وقد* اتجهتُ* مع* ابن* أخي* إلى* مجال* الحراسة*.
وتعلمت* من* والدي* حب* التجارة* والصدق* في* التعامل* مع* الآخرين،* إلى* جانب* الأمانة* وإعطاء* كل* ذي* حق* حقه،* فقد* كان* والدي* شخصية* اجتماعية* محبوبة* يحب* مساعدة* الآخرين*.
أما* الوالدة* فكانت* كنزًا* من* الحنان* والعطف،* يشعر* به* كل* من* يقترب* منها،* وانتقلت* إلى* رحمة* ربها*.
دراسته* في* جامعة* بغداد* ونيله* شهادة* الليسانس* بالتاريخ* عام* 1968* وحصوله* على* الدراسات* العليا* في* التاريخ* القديم* من* جامعة* الإسكندرية* عام* 1971،* أهَّلَتْهُ* ليكون* أحد* مؤسسي* اتحاد* المؤرخين* العرب* وتمثيله* للكويت* لدى* الاتحاد* الذي* اتخذ* من* بغداد* مقرًا* له* عند* التأسيس*.
عشقه* للكشافة،* بدأ* معه* منذ* مرحلة* الشباب* وهو* يدرس* في* ثانوية* الشويخ،* حيث* التحق* بفرقة* الكشافة* عام* 1956،* وشارك* في* مخيمات* عدة،* وكان* من* أوائل* من* صنع* خيمة* معلقة،* ثم* ترقى* إلى* رتبة* قائد* فرقة،* وشارك* في* المخيم* الكشفي* العربي* الذي* أقيم* في* المغرب* عام* 1961* وسافر* إلى* الأردن* والقدس،* وصقلت* تجربته* في* الكشافة* شخصيته* بكونها* حركة* تربوية* وثقافية* تعلم* منها* خدمة* الوطن* وغرست* فيه* الاعتماد* على* النفس* وانكسار* الذات* والتعاون* مع* الآخر*.
بعد* مسيرة* حافلة* بالإنجازات* بات* اسمه* حاملًا* لثلاثة* مسميات*: رئيس* مجلس* إدارة* الجمعية* الكويتية* الخيرية* لرعاية* وتأهيل* المسنين،* ورئيس* مجلس* إدارة* مبرة* إبراهيم* طاهر* البغلي* للابن* البار،* وراعي* جائزة* البغلي* للابن* البار،* أما* المبرة* فهي* من* المؤسسات* الاجتماعية* ذات* الطابع* الأهلي* التطوعي،* والتي* تعمل* في* عدة* مجالات* لخدمة* ودعم* كل* شخص* بار* بوالديه* أو* ولي* أمره* أو* أحد* أقاربه* أو* يقوم* ببر* وطنه* ومجتمعه* أو* يقوم* ويعمل* على* رعاية* وخدمة* وتأهيل* الوالدين* كبار* السن،* ويجري* العمل* على* توسيع* الجائزة* لتكون* في* العام* الحالي* على* مستوى* دول* مجلس* التعاون* الخليجي*. ومن* الأنشطة* التي* ظهرت* حديثًا* وجود* ما* يقارب* 150* متطوعًا* يساعدون* كبار* السن* في* المستشفيات* ومراكز* خدمة* المواطن* لتسهيل* معاملاتهم*.
وفي* لقاء* تلفزيوني* مع* إحدى* القنوات* التلفزيونية* أوضح* البغلي* التعريف* القانوني* لكبار* السن* ونظرة* الجمعية* لتلك* الفئة* وكيفية* التعامل* معها،* قائلًا*: *«كبير* السن* في* القانون* الجديد* هو* من* زاد* عمره* على* 65* عاما* ولديه* بعض* العوائق* الصحية* التي* تمنعه* من* مزاولة* حياته* الطبيعية* بشكل* سليم،* لكن* جمعية* المسنين* ليس* هدفها* إيواء* المسن* فقط،* لأن* المسنين* المحتاجين* للإيواء* هم* عدد* قليل،* ومع* التوعية* التي* ننشرها* في* المجتمع* العدد* يقل* ويتراجع،* لأن* وجود* المسن* بين* أهله* وذويه* ضرورة* لحالته* الصحية* والنفسية،* لكن* هدفنا* هو* خدمة* كل* شخص* وصل* إلى* أكثر* من* 65* عامًا،* سواء* كان* لديه* عوائق* صحية* تمنعه* عن* أداء* حياته* كاملة* أو* ليس* لديه* أي* عائق،* والجمعية* تساعد* المسنين* في* توفير* أجهزة* طبية* تساعدهم،* والجمعية* في* خدمة* المسنين* لا* تفرق* بين* كويتي* ووافد،* لأن* أهدافها* إنسانية* تهتم* بجميع* المسنين،* كما* أنها* تعنى* بالأصحاء* أيضًا* الذين* تخطوا* 65* عاما،* حيث* تهدف* إلى* مشاركة* مؤسسات* القطاعين* الخاص* والحكومي* في* خدمة* المسنين* من* خلال* عمل* خصومات* لتذاكر* الطيران* للمسن،* وعمل* خصومات* للأماكن* السياحية* والترفيهية* وخصومات* في* الصيدليات* والمستشفيات* الخاصة،* حيث* نرغب* في* إعطاء* كارت* للمسن،* يمنحه* خصومات* 50* في* المئة* في* الجهات* المختلفة،* وهذا* الشيء* متبع* في* دول* العالم* المختلفة،* ووزارة* الصحة* الكويتية* مشكورة* قامت* بعمل* كارت* للمسن* يسهل* له* الدخول* دون* انتظار* دوره* إلى* الطبيب،* وتكون* له* أولوية* في* قطاعاتها* المختلفة* داخل* المستشفيات* وفي* العمليات* والأشعة* وغيرها،* ونحن* في* الجمعية* نهدف* لتوفير* جميع* المزايا* للمسنين* ونأمل* أن* تشارك* الدولة* في* هذا* الكارت* وتتحمل* جزءًا* من* الخصم،* كما* هو* متبع* في* الدول* الأخرى*»* .
على* مدى* عقود* كان* البيت* العربي* ولايزال* ركيزة* لبناء* الأسرة* المتماسكة*. هذا* البيت* استمد* خصاله* من* مفهوم* *«الشرق*»،* حيث* كان* الترابط* والتراحم* بين* الأهل* ملازمًا* لثقافتهم*.
من* هنا* جاءت* فكرة* *«الابن* البار*»* امتداداً* تاريخياً* لهذا* الإرث* الحضاري،* والقائمة* على* مد* يد* العون* تجاه* كبار* السن* واحتضان* فئة* المسنين* وبما* يوفر* لهم* حياة* كريمة* وإنسانية* وفكرة* تناول* هذه* الشخصية* المستوحاة* من* زوايا* البيت* العربي*.
والسيد* إبراهيم* طاهر* البغلي* عرف* معنى* المسن* وإن* قارب* الآن* على* السابعة* والسبعين* من* العمر،* وهو* بمبادرته* إنشاء* *«جائزة* الابن* البار*»* كان* خير* مثال* لتطبيق* القول* الشائع* *«ما* يحن* على* العود* إلا* صاحبه*»*.
توجه* البغلي* إلى* شريحة* اجتماعية* يزيد* عددها* على* 60* ألفًا* من* أبناء* الكويت* والوافدين* ممن* تجاوزت* أعمارهم* الخامسة* والستين* وهي* سن* الدخول* في* مرحلة* كبار* السن،* وكأنه* يردد* المثل* الشعبي* *«ما* يحمل* همك* إلا* اللي* من* دمك*»*.
دخل* إلى* عالم* المسنين* والرفق* بهم* من* أبوابه* الواسعة،* إيمانًا* منه* بالدور* الذي* لعبه* الآباء* والأجداد* في* خدمة* المجتمع* ووفاءً* لهم* ولما* قدموه* من* تضحيات،* وذلك* بتوفير* الرعاية* لهم* وإشعارهم* بإنسانيتهم* وحفظ* كرامتهم*.
آمن* بثقافة* التطوع،* فهذا* ما* يسعى* إليه* في* جمعية* المبرات* الخيرية،* فكبار* السن* بالنسبة* إليه* هم* نبع* العطاء* الدائم* وعنوان* الإيثار،* والواجب* يقتضي* الوقوف* إلى* جانبهم* ورد* الجميل* لهم،* وغايته* أن* يكون* بارًا* بهم* وبوالديه* اللذين* يحن* إليهما* ويشعر* أنهما* مازالا* حاضرين* في* حياته* وفي* خطواته*.
بنى* السيد* إبراهيم* البغلي* ركائز* مجتمعية* ساهمت* في* إثراء* التجربة،* بحيث* باتت* الأنشطة* التي* يمارسها* على* مدار* العام،* بمنزلة* ثقافة* توعوية،* عنوانها* رعاية* كبار* السن* وغرس* مفهوم* الابن* البار،* وعلى* مدى* سنوات* أقام* مجموعة* مسابقات* تتصل* بالقصة* والصورة،* تسلط* الأضواء* على* جوانب* التميز* والإبداع* وبما* يجذر* الدعوة* لتحصين* الأسرة* من* التفكك* والتباعد* بين* أبنائها*.
نجح* في* إصدار* *«بطاقة* مسن*»* وهي* عون* حقيقي* لهذه* المجموعة* تتيح* لحاملها* الأفضلية* بالمعاملات* في* مؤسسات* الدولة* أينما* ذهب،* وتقديم* الخدمات* الاجتماعية* له* كمواقف* للسيارات* والحصول* على* احتياجاته* قبل* غيره* من* المواطنين*.
عمله* في* كشافة* الكويت* منذ* خمسينيات* القرن* الماضي* زرع* فيه* خصال* التطوع،* ليعززها* بمساعدة* المسنين* والاهتمام* بهم* وإشاعة* هذه* الثقافة* وغرسها* بعقول* الناشئة* والأجيال* الجديدة،* فهو* من* أقام* جسور* التواصل* بينهم*.
جائزة* *«الابن* البار*»* لصيقة* بالسيد* إبراهيم* البغلي،* تسعى* لإظهار* هذا* الابن* الوفي* ومدى* احترامه* ومساعدته* لوالده* المسن* في* ظل* جنوح* البعض* وعقوق* الآخرين* تجاه* والديهم،* وهذه* الجائزة* تكتسب* ميزة* تحفيز* الأبناء* على* الوفاء* لوالديهم* عندما* يتقدم* بهم* العمر*.
جائزة* الابن* البار
دائمًا* ما* يطرح* السؤال* على* صاحب* المشروع،* كيف* بدأت* بالعمل* التطوعي* ومن* أين* نبعت* فكرة* *«الابن* البار*»* ورعاية* المسنين؟* يجيب* وعلى* لسانه* في* لقاء* صحافي*: *«قبل* سنوات* طرأت* علي* فكرة* بدعوة* نزلاء* دار* المسنين* التابعين* لوزارة* الشؤون* الاجتماعية* لمزرعتي* بالوفرة،* وفعلاً* تمت* الموافقة* على* الدعوة،* وكان* ذلك* للنزلاء* الرجال* والنساء* والموظفين،* وفعلاً* قامت* أم* رائد* بمساعدة* بناتي* بتحضير* غداء* لهم* طبخ* بيتي* كويتي،* وقد* قضينا* يومًا* ممتعًا* معهم،* فأصبحت* عادة* سنوية،* حتى* أصبح* هناك* نوع* جيد* من* التواصل* بيني* وبينهم* حتى* المتعالجين* بالخدمات* المتنقلة،* وأصبح* هناك* تفاعل* وتواصل،* فطرح* علي* الإخوة* بدار* المسنين* فكرة* جائزة* الابن* البار* لأرعاها،* فوجدتها* جيدة* وبرًا* بالوالدين،* وغرسًا* للقيم* في* المجتمع* فوافقت* على* رعايتها* لعدد* 2000* مسن،* وشعرت* أن* المجتمع* مقصر* في* خدمة* المسنين،* فكان* عندي* إحساس* باحتياجهم،* لذا* فكرت* بإنشاء* جمعية* لرعاية* المسنين،* ومن* أهدافها* تشجيع* الأبناء* والبنات* للبر* بوالديهم،* توطيد* العلاقات* الأسرية،* توعية* المجتمع* باحتياجات* المسن،* تفعيل* دور* الإعلام* تجاه* قضايا* المسن،* دمج* المسنين* في* المجتمع،* التشجيع* على* العمل* التطوعي* مع* المسنين،* تعزيز* السلوك* الإيجابي* تجاه* المسنين،* هذا* بالإضافة* إلى* أنني* حرصت* على* توفير* المعدات* والأجهزة* التعويضية* للمسن،* وتوفير* مكان* له* كمنتجع* أو* شاليهات* لقضاء* الوقت،* ثم* يعود* لبيته،* كذلك* توفير* بعض* المميزات* للمعاقين* كموقف* سيارات،* وقد* بدأنا* العمل* عام* 2007*»*.
شغل* عدة* مناصب* قبل* إبحاره* في* العمل* التطوعي،* فقد* تولى* إدارة* متحف* الكويت* الوطني* عام* 1970،* وشعر* في* أول* مشوار* حياته* العملية* بأهمية* التراث،* واتجه* لمتحف* *«بيت* البدر*»* والحفاظ* عليه،* وكذلك* بيت* الغانم* الذي* تم* تحويله* إلى* *«المرسم* الحر*»* حتى* المقتنيات* الداخلية* لهذه* البيوت* عدت* من* الآثار* القديمة* ومعرضًا* لهواة* الحرف* القديمة،* كما* بادر* بإنشاء* أول* مقهي* شعبي* على* الطراز* الكويتي* واستمتع* الجمهور* به* وبالخدمات* التي* يقدمها،* كذلك* بادر* بإنشاء* *«يوم* البحار*»،* بهدف* الحفاظ* على* التراث* البحري*.
* ومن* الأعمال* التي* يفتخر* بها،* أنه* نظم* وأعد* أول* معرض* مشترك* للآثار* لدول* مجلس* التعاون* الخليجي* وساهم* بمشاريع* الترويج* السياحي* وعمل* رحلات* بحرية* إلى* جزيرة* فيلكا*.
خرج* من* بيت* والده* بمنطقة* شرق،* وكان* لهم* ديوان،* خصص* جزءًا* من* البيت* لعمال* وصناع* البشوت* وامتلكت* العائلة* مصنعًا* للبشوت* وآخر* للإسفنج*. بدأ* العمل* التجاري* بنفسه* مع* مطلع* السبعينيات،* وتعلم* من* والده* أصول* التعاملات* التجارية* وبعد* فترة* أسس* شركة* للحراسة*.
عن* تلك* المرحلة* والعلاقة* التي* ارتبط* فيها* مع* والديه* يتحدث* بالقول* مع* الزميلة* هالة* عمران*: *«والدي* طاهر* أحمد* البغلي* من* كبار* تجار* البشوت* في* الكويت،* حيث* كان* متخصصًا* بخياطة* البشوت،* وكانت* الخياطة* في* البداية* يدوية،* والآن* لدينا* مصنع* وحيد،* وهو* بالمناسبة* أول* مصنع* كويتي* لنسج* البشوت،* ولدي* اثنان* من* الإخوان* اتجها* لتنمية* تجارتنا* القديمة* *«البشوت*»،* وهناك* أنواع* نادرة* من* البشوت* يصل* سعر* الواحد* منها* إلى* 1500* دينار،* كما* أن* هناك* من* الإخوة* من* اتجهوا* لصناعة* الإسفنج* وهم* من* أوائل* من* بدأوا* صناعة* الإسفنج* وطوروها،* حيث* كانت* في* البداية* منحصرة* في* المراتب،* ثم* أصبحت* في* الأثاث* والديباج،* وقد* اتجهتُ* مع* ابن* أخي* إلى* مجال* الحراسة*.
وتعلمت* من* والدي* حب* التجارة* والصدق* في* التعامل* مع* الآخرين،* إلى* جانب* الأمانة* وإعطاء* كل* ذي* حق* حقه،* فقد* كان* والدي* شخصية* اجتماعية* محبوبة* يحب* مساعدة* الآخرين*.
أما* الوالدة* فكانت* كنزًا* من* الحنان* والعطف،* يشعر* به* كل* من* يقترب* منها،* وانتقلت* إلى* رحمة* ربها*.
دراسته* في* جامعة* بغداد* ونيله* شهادة* الليسانس* بالتاريخ* عام* 1968* وحصوله* على* الدراسات* العليا* في* التاريخ* القديم* من* جامعة* الإسكندرية* عام* 1971،* أهَّلَتْهُ* ليكون* أحد* مؤسسي* اتحاد* المؤرخين* العرب* وتمثيله* للكويت* لدى* الاتحاد* الذي* اتخذ* من* بغداد* مقرًا* له* عند* التأسيس*.
عشقه* للكشافة،* بدأ* معه* منذ* مرحلة* الشباب* وهو* يدرس* في* ثانوية* الشويخ،* حيث* التحق* بفرقة* الكشافة* عام* 1956،* وشارك* في* مخيمات* عدة،* وكان* من* أوائل* من* صنع* خيمة* معلقة،* ثم* ترقى* إلى* رتبة* قائد* فرقة،* وشارك* في* المخيم* الكشفي* العربي* الذي* أقيم* في* المغرب* عام* 1961* وسافر* إلى* الأردن* والقدس،* وصقلت* تجربته* في* الكشافة* شخصيته* بكونها* حركة* تربوية* وثقافية* تعلم* منها* خدمة* الوطن* وغرست* فيه* الاعتماد* على* النفس* وانكسار* الذات* والتعاون* مع* الآخر*.
بعد* مسيرة* حافلة* بالإنجازات* بات* اسمه* حاملًا* لثلاثة* مسميات*: رئيس* مجلس* إدارة* الجمعية* الكويتية* الخيرية* لرعاية* وتأهيل* المسنين،* ورئيس* مجلس* إدارة* مبرة* إبراهيم* طاهر* البغلي* للابن* البار،* وراعي* جائزة* البغلي* للابن* البار،* أما* المبرة* فهي* من* المؤسسات* الاجتماعية* ذات* الطابع* الأهلي* التطوعي،* والتي* تعمل* في* عدة* مجالات* لخدمة* ودعم* كل* شخص* بار* بوالديه* أو* ولي* أمره* أو* أحد* أقاربه* أو* يقوم* ببر* وطنه* ومجتمعه* أو* يقوم* ويعمل* على* رعاية* وخدمة* وتأهيل* الوالدين* كبار* السن،* ويجري* العمل* على* توسيع* الجائزة* لتكون* في* العام* الحالي* على* مستوى* دول* مجلس* التعاون* الخليجي*. ومن* الأنشطة* التي* ظهرت* حديثًا* وجود* ما* يقارب* 150* متطوعًا* يساعدون* كبار* السن* في* المستشفيات* ومراكز* خدمة* المواطن* لتسهيل* معاملاتهم*.
وفي* لقاء* تلفزيوني* مع* إحدى* القنوات* التلفزيونية* أوضح* البغلي* التعريف* القانوني* لكبار* السن* ونظرة* الجمعية* لتلك* الفئة* وكيفية* التعامل* معها،* قائلًا*: *«كبير* السن* في* القانون* الجديد* هو* من* زاد* عمره* على* 65* عاما* ولديه* بعض* العوائق* الصحية* التي* تمنعه* من* مزاولة* حياته* الطبيعية* بشكل* سليم،* لكن* جمعية* المسنين* ليس* هدفها* إيواء* المسن* فقط،* لأن* المسنين* المحتاجين* للإيواء* هم* عدد* قليل،* ومع* التوعية* التي* ننشرها* في* المجتمع* العدد* يقل* ويتراجع،* لأن* وجود* المسن* بين* أهله* وذويه* ضرورة* لحالته* الصحية* والنفسية،* لكن* هدفنا* هو* خدمة* كل* شخص* وصل* إلى* أكثر* من* 65* عامًا،* سواء* كان* لديه* عوائق* صحية* تمنعه* عن* أداء* حياته* كاملة* أو* ليس* لديه* أي* عائق،* والجمعية* تساعد* المسنين* في* توفير* أجهزة* طبية* تساعدهم،* والجمعية* في* خدمة* المسنين* لا* تفرق* بين* كويتي* ووافد،* لأن* أهدافها* إنسانية* تهتم* بجميع* المسنين،* كما* أنها* تعنى* بالأصحاء* أيضًا* الذين* تخطوا* 65* عاما،* حيث* تهدف* إلى* مشاركة* مؤسسات* القطاعين* الخاص* والحكومي* في* خدمة* المسنين* من* خلال* عمل* خصومات* لتذاكر* الطيران* للمسن،* وعمل* خصومات* للأماكن* السياحية* والترفيهية* وخصومات* في* الصيدليات* والمستشفيات* الخاصة،* حيث* نرغب* في* إعطاء* كارت* للمسن،* يمنحه* خصومات* 50* في* المئة* في* الجهات* المختلفة،* وهذا* الشيء* متبع* في* دول* العالم* المختلفة،* ووزارة* الصحة* الكويتية* مشكورة* قامت* بعمل* كارت* للمسن* يسهل* له* الدخول* دون* انتظار* دوره* إلى* الطبيب،* وتكون* له* أولوية* في* قطاعاتها* المختلفة* داخل* المستشفيات* وفي* العمليات* والأشعة* وغيرها،* ونحن* في* الجمعية* نهدف* لتوفير* جميع* المزايا* للمسنين* ونأمل* أن* تشارك* الدولة* في* هذا* الكارت* وتتحمل* جزءًا* من* الخصم،* كما* هو* متبع* في* الدول* الأخرى*»* .