وعدتك.بقلم الدكتورة فدوى المؤدب تحرير نداء الرؤح
وعدتك... كانت يدك الكبيرة تلامس وجنتي الصغيرة. كنت أحسّ أنني أنا كبيرة والدنيا بجوارك صغيرة. كلمات جميلة كنت في كل مناسبة تهديني حتّى لم أعد أعرف لها تواريخ... كل يوم كان معك مناسبة. و أحببتك ولم أكن أدري لماذا . ومرّ الزمان و أحببتك من جديد و أكثر و كان اختيارا و قرارا . و أدركت لماذا أحببتك. كنت تسألني كيف حالك؟ أجيب بخير . تلامس يدك المرتعشة وجنتي الكبيرة. أحس نفسي صغيرة و أنا الكبيرة. أحس الدنيا كبيرة و أضلعي بها ضاقت. أتمنى أن أعود صغيرة لا حلم لي سوى قطعة حلوى تعطيني إياها و قبلة على جبيني. كلمات جميلة تهديني إياها كالعادة. ولكن هذه المرة لم تكن مجانا. قلت عديني صغيرتي و وعدت. عفوا لقد كذبت. وعدتك أن لا أحزن و حزنت. وعدتك أن لا أبكي و بكيت. وعدتك أن أكون قوية و ضعفت. وعدتك أن لا أخاف وخفت. وعدت أن أبقى صغيرة و كبرت. أخلفت وعودي من يوم عني رحلت. لماذا رحلت؟ كراس الخطّ لأنها كانت تحمل عرق أناملك و هي تمسك يدي الصغيرة المرتعشة لها اشتقت. حروف لها تجرعت والآن أنا لها عطشى فبعد رحيلك للصمت اعنتقت . ولم أعد أعرف إن كانت الدنيا صغيرة أو كبيرة. لتمرين الحساب فجأة تذكرت. كنت أضع الدائرة الكبيرة داخل الصغيرة. تبتسم لي و تقول: حضني لك هو الدائرة الكبيرة هيّا أصلحي الخطأ. وكبرت أنا و كبرت أنت و أصبحت أنا الدائرة الكبيرة و أنت الصغيرة. وهاهي قواعد الطرح تأخذ الصدارة في دفتر مواعيدي و أنا الكبيرة. وعدتك أن لا أنسى يوم عيد ميلادي و تناسيت. وعدتك بعد رحيلك أن أحافظ على وعودي وما استطعت. فقط… لأنني اشتقت لك بل لنفسي دونك اشتقت . مازلت أحسّ أنني دونك صغيرة و الدنيا جدّ كبيرة. أنا ما وفّيت. اعذرني أبي ... فدوى المؤدب 20/08/2021 | ||