أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

مقالات الدكتور احمد عشماوي متابعة الاستاذه ساميه ابراهيم

مقالات الدكتور احمد عشماوي متابعة الاستاذه ساميه ابراهيم ما أحس هارون الرشيد بدنو أجله عهد بالخلافة من بعده إلى ابنه الأمين ولم يعهد بها إلى ابنه المأمون . فاستشاط المأمون غضبا لانه هو الابن الاكبر من الأمين وهو الأحق بالخلافة . لكن هارون الرشيد ارجع الأمر إلى كون ام المأمون فارسية بينما أم الأمين عربية فقد راعى نفسية العرب والمسلمين التي تتعصب كثيرا للعرب عن العجم . ومع ذلك استرضى هارون الرشيد ابنه المأمون بأن ولاه حكم المناطق الشمالية في الدولة العباسية المتاخمة لبلاد أخوال المامون من الفرس . وعلى أن يكون المأمون هو ولي العهد من بعد الأمين. فوافق المأمون وهدأت البلاد تحت حكم الأمين . لكن أحد وزراء الأمين همس في أذن الأمين بأن يعهد بالخلافة من بعده لموسى ابن الأمين وأن ينقض العهد مع المأمون . فاستجاب الأمين لهذه الفكرة الشيطانية وكانت العواقب وخيمة للغاية . فزحف المأمون بجيشه إلى بغداد وحاصرها حتى استطاع أن ينفذ إلى أخيه الأمين وأمر بعض جنوده من الأتراك أن يقتلوا الأمين . فقتلوا الأمين وقطعوا رأسه وعلقوا رأسه على رمح على بوابة الأنبار من بغداد. فاستنفر الناس لقتل خليفتهم وعمت الفوضى في أرجاء البلاد. وظهرت البلطجية لأول مرة في تاريخ المسلمين واختلطت الأوراق ولم تسكن الأمور إلا بعد أن حشد المأمون جيشه مرة أخرى حتى عاد الهدوء إلى البلاد. ثم مات المأمون. فمات القاتل ومات المقتول ومات الظالم ومات المظلوم . لكن تبقى الدروس أولها أن الحياة السياسية على طول الخط مليئة بالأنانية ومحفوفة بالأطماع. وثانيها أن حب الدنيا قد تنسي الحاكم العهد والأخوة وربما الدين . وثالثها أن حاشية الحاكم في غالب الأحوال كفيلة بإغراقه وأن مدح الحاكم الزائد عن اللزوم هو السبيل الوحيد لإفساده على نفسه قبل أن يفسد على شعبه. ورابعها أن نجاح الحاكم يأتي من خلال تواضعه واعتبار نفسه أجيرا عند الناس لا شيئا فوقهم. وخامسها أن الفناء يلحق بالجميع فتفنى لذة الإنتصار وتفنى مرارة الهزيمة والإنكسار وتتحول القضية إلى محكمة العدل الإلهية فينصف الله المظلوم ويأخذ من الظالم . وأخيرا فالتاريخ لن يرحم. وأصحاب السعادة والسلامة من الناس من ينزهون ساحتهم من ظلم العباد فيسلمون من الدماء والأوزار ولا يكون ذلك إلا بالعزوف عن الجاه أو الكرسي أو المناصب ليكون مقعده في الآخرة إلى جوار الله. وفي القرآن الكريم( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) . اللهم أخرجنا منها لا ظالمين ولا مظلومين. .... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
image
image
image
 0  0  160