Iman Abdel Malak منجمون ام محبطون !!!
التنجيم هو التنبؤ بالمستقبل والتكهن بما سيقع من أحداث بواسطة النظر إلى الكواكب والنجوم ورصد حركاتها ومنازلها المقسمة على مدار الشهر و السنة والايمان بأن لها تأثيرا على مصير الناس .ظاهرة التنجيم وتوقع المستقبل موجودة منذ نشأة الحضارة الإنسانية من خلال رصد مواقع النجوم والكواكب لضمان الإنسان على مستقبله ،لكن تراجعت هذه الظاهرة مع بروز الأديان السماوية وخصوصا مع تطور العلم والاكتشافات العلمية التي أسقطت كل نظريات التنجيم السابقة ،فالبرغم من التقدم والتطور إلا أن التنجيم لا يزال يحتل مرتبة لا بأس بها في حياة الفرد .
مع بداية السنة الجديدة نجد العديد من المشاهدين في لبنان يتسمرون أمام شاشات التلفزة ،منتظرين ما يتنبؤه لهم المنجمون حول أحداث السنة القادمة ،فيما وسائل الإعلام تروج لمطلقي التوقعات وتخصص لهم مساحات واسعة من البث ،يسوقون للمنجمين ،مستهزئين بالناس ومستغلين طيبتهم باصطناعهم الاخبار الملفقة ،حتى ولو صادف إصابتهم للواقع وأخبارهم صابت الهدف ،فلا يجوز أن نبني عليهم الأحكام لأن ليس لهم دليلا قاطعا على تنبؤاتهم باعتبارها من الدائرة الخارجة حكما وموضوعا عن الحقيقة. فيما نجد في البلدان المتحضرة والتي تحترم شعور شعبها كفرنسا تمنع هكذا برامج وحين استضاف اعلامي أحد المنجمين في برنامجه على قناة تلفزيونية تدخل القضاء حينها وأوقف البرنامج لمدة سنة ،واعتبروا بان مقابلته كانت استغلالا لعقول الناس وجريمة بحق المشاهد .
نجد المنجمون والعرافون في دولنا يتصدرون مختلف وسائل الإعلام عند بوابة هذا العام ليبشرونا بمستقبل مليء باالكوارث والمصائب مستغلين الأيام الصعبة والظروف القاهرة التي نمر بها ،محاولين اقناعنا بتنبؤاتهم الوهمية الغير مبنية على حقائق بل على الإلهام ، لنكتشف بأن الموضوع لا يعدو عن كونه لعبة اتقنها المنجمون لما يتمتعون به من خبرة جيدة في فن التواصل مع أفكار المتلقي والقدرة على التأثير فيه وحمله على تصديقهم، دون الاكتراث لما يعكس عليه من تداعيات سلبية وأفكار سوداوية تحطم قدراته ".كذب المنجمون ولو صدقوا"...