أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

Nadin Murad · كنوذ راسموسن ( ١٨٧٩-١٩٣٣) Knud Rasmussen

Nadin Murad

·
كنوذ راسموسن ( ١٨٧٩-١٩٣٣) Knud Rasmussen
تأخذني الحيره وانا أفكر كيف أبدا بسرد حياة هذا الشخص وأي كلمات تليق بمقامه ... شخص كان في المقدمة في كل شيء ... قيمة أنسانيه عالية .. واحد من عظماء الدنمارك، عُرف بانه مستكشف قطبي ،شاعر وكاتب ... شخصية خُلقت لتكون في الطليعة .. خاضت غمار المستحيل وتحملت صعاب الأمور لا لشيء سوى لتقديس أنسانية الانسان ... شخصية قدمت للانسانية والمجتمع الدولي مجموعة من البشر وجعلت قضيتهم نصب الأنظار..
سأترك لكلماتي العنان وأعتلي زلاجة راسموسن واترك للكلاب تقودنا حيث تشاء ... نحن الان في جزيرة جرينلاند ، اكبر جزيرة في العالم تقع بين الدنمارك وكندا.. تقطنه مجموعات بشرية تطلق عليهم تسميه الإسكيمو .. أُناس قدموا من كندا وألسكا ..واستقروا في جرينلاند . منذ عام ١٧٠٠ كانت تعتبر مستعمرة دنماركية حيث كانت الدنمارك بحاجة للدهون المستخرجة من الحوت وتستخدم آنذاك كوقد لمصابيح الشوارع وكذلك لدهن وتليين الآلات ..
عام ١٩٧٩ حصلت جزيرة جرينلاند على حكم ذاتي ولكنها ماتزال تحت السيادة الدنماركيه ليومنا هذا.
ولد كنوذ راسموسن ١٨٧٩ في جزيرة جرينلاند من أب دنماركي ( قس في كنيسه) ومن أم من جرينلاند ..
تعلم لغة الإسكيمو وعاش حياتهم وعندما بلغ ١٢ سنه أنتقلت العائلة للدنمارك كي يُكمل كنوذ دراستة هناك .. كانت فترة حرجة وصعبة في حياة كنوذ لم يعتد حياة المدنية ... مرض وتعب لكن في النهاية أعتاد الحياة فيها ... لكن جبال جرينلاند وسحر جليدها ،ألانوار الشمالية ، الظلام ،الصيد ،أثار الزلاجات ونباح الكلاب كلها أصوات صدحت داخلة، حيث سرقهُ الحنين لماضية وذكريات طفولتة ... سرقة خياله للاأساطير والخرافات ...
أتت الفرصة ل كنوذ في سن ٢١ للسفر الى آيسلند مع رحلة نظمها أتحاد الطلاب آنذاك .. لم يكن كنوذ لديه الإمكانية المادية للاشتراك بالرحلة لكنه كان محظوظ بما يكفي ليُعين كصحفي لصحيفة لتغطيه الحدث. هناك آتته الفرصة للتعرف على شخصيه صحفية اسمه لودفي ماليوس ، حيث كان الأخير شغوف ب جرينلاند ولم يكن قد وطئها سابقاً وأراد ان يكتب مقلات عنها وعن حياه الاسكيموا ... أتفقوا الاثنان على السفر واستكشاف الجزيرة ... كان لودفي ممن يعرف العوائل الغنيه، طلب منهم ألمساعده لتمويل الرحلة وكنوذ كان هو من يقود الزلاجات ويعرف اللغة والمكان وبدأت من هنا الرحلة الى عالم الأساطير.. الى عالم التحدي... الى قوم يعيشون في أنسجام وثيق مع الطبيعه حيث يعتمدون وبشكل كامل على الموارد الطبيعيه.
عمل كنوذ ٧ رحلات استكشاف الى جرينلاند وكندا والالسكا وتعرف على حياه الإسكيمو هناك ونقل تراثهم وثقافاتهم للعالم اجمع ..
عمل محاظرات ونسج أشعار ودون أساطيرهم وخرفاتهم في كتب.. ومازالت معظم معالم هذه الخرفات واضحه في هويه الإسكيمو الثقافية وتعد مصدر ألهام للفنانين المعاصرين... من كتبه المشهورة ( خرافات وأساطير من جرينلاند)
يعتبر كنوذ راسموسن الابن البار للدنمارك وجرينلاند. فهو ليس فقط عمل على أضافه بلد اخر للدنمارك بل جعل من أسم الدنمارك يصدح بين الامم مثله كمثل هانس أندرسون ...هؤلاء قدموا للبشرية الشيء الكثير ، كنوذ فتح آفاق مشرقه لمجموعه بشريه تعيش تحت ظلم الطبيعه القاسية ،،، عمل كنوذ تجاره في جرينلاند معتمد على جهود شخصيه حيث ينقل الحاجات الانسانية الأساسية ويأخذ منهم الجلود ويبيعها وريعها يذهب لرحلات الاستكشاف ... هو بحق كان سفير جرينلاند في الدنمارك والعالم اجمع.. حيث ربط بأثار زلاجاته أكبر البلدان.. جاب الثلوج وتحد الطبيعه للوصول لآخر نقطه يقطنها الانسان لم يكن هدفه ان يصل لآخر قطعه ارض لا يسكنها بشر كي يحقق شهره عالميه .. علماً قد طُلب منه ان يقوم برحلات استكشاف أراضي ويوجد من يمول الرحلات لكن كنوذ رفض ... لانه يعرف في تلك الاراضي لايوجد محط قدم لأنسان ..
عام ١٩٣٣ عم الحزن كل ارجاء الدنمارك .. لم يكن سوى موت كنوذ راسموسن في رحلته السابعة والأخيرة ل جرينلاند عن عمر يناهز ٥٤.... بسبب لحم ملوث ..كان فقط رئيس الوزراء هو المؤهل لكتابه وقراءه نعي كنوذ راسموسن للشعب الدنماركي نُقل جثمانه الى الدنمارك ودفن في كنيسه فيسته في كوبنهاكن ..بعدها اصبح بيته متحف ومزار للزوار ...
متاحف الدنمارك اليوم زاخره بالمقتنيات التي جلبها راسموسن من رحلاته.... ومن أطرف ما قرائت في هذا المجال عن نيزك سقط على جزيره جرينلاند وكان هناك مستكشف أمريكي أراد الوصول للنيزك وأن يكتب اسم أمريكا عليه لينقله لأمريكا ... لكن كنوذ راسموسن عرف بالمخطط وعمل على استضافته لليله عنده بينما هو عمل على أرسال رجل من الإسكيمو للموقع وطلب منه ان يكتب على حجر صغير اسم الدنمارك كي يدل ويثبت ان الدنمارك وصلت قبل أمريكا وتصبح للدنمارك حق الُملكيه وفعلا هذا النيزك موجود الان امام المتحف الجيولوجي في كوبنهاكن .
أخذتني رحلات قائد الزلاجه ونسيت ان أخبركم عن حياته الشخصيه ... كان كنوذ ذو شخصيه جذاب صقلتها مغامراته ورحلاته .. ليس بطويل القامه يشبه بذلك شعب الإسكيمو ، طوله ١٦٣ سم لكن لديه من الحضور يجعله في اي مكان يتواجد فيه يكون محط الأنظار .. تزوج من فتاه دنماركية( داما) ولديه ثلاث من الأبناء ( هنا، أينگا،نيلس).
عام ١٩٢٤منحته جامعه كوبنهاكن شهاده دكتوراه فخرية لجهوده وحصل عام ١٩٢٧ على شهاده دكتوراه فخريه ثانيه من جامعه إسكتلندا. وفي عام ١٩٦٢ تأسست اول جامعه في جزيره جرينلاند تحمل أسم كنوذ راسموسن ،وفي عام ٢٠٠٦ عملوا فلم كندي - دنماركي عن واحده من رحلات كنوذ راسموسن .
وقبل أن اطوي رحلتي مع كنوذ راسموسن أحب أخبركم عن تجربتي الشخصيه مع شعب الإسكيمو ... كانت لدي صديقه من جرينلاند وسنه كامله كنت معها، أعيش قصصهم وخيالهم ، حدثتني عن الأضواء الشمالية التي تحدث عندهم .. هي عباره عن أنوار تشبه بساط اخضر يرفرف بالسماء وقد يكون للبساط ألوان اخرى، هي ألوان وأضواء حقيقيه وظاهره طبيعية من اجمل مارأت العين
يقولون الإسكيمو ان ظاهره الأضواء الشمالية هي عباره عن آلهه تلعب بجمجمة وان هذه الظاهره تزيد الأغصاب عند النساء لذا من الطبيعي ان تجد أمراءه تأتي من اسيا لهذا الموقع لتشهد رؤيه هذه الظاهره وتنعم بفرصه حدوث حمل لديها.
صديقتي لم تكن تود الدنماركيين بشكل كبير رغم انها كانت تعيش بالدنمارك ولها كل حقوق الدنماركيين من مجانيته التعليم والصحة وحتى جواز السفر لكنها كانت تفضل ان تستخدم جوازها الجرينلاند . وبعض الدنماركيون بالمقابل ينظرون اليهم بشيء من الدونيه ويتحسسون من كم المبالغ الطائلة التي تصرف من خزينه الدولة وتصب لصالح جزيره جرينلاند وتطويرها.
حان الي الان ان اترك زلاجه كنوذ راسموسن وأدع روحه ترافق الأضواء الشمالية في أعالي سماء جرينلاند وأترك نجمه يضيء ظلمه القطب الشمالي ...
أشكرك كنوذ راسموسن ... أشكرك لرحلتك اليوم معي .. أشكرك لنسجك خيال وقصص الإسكيمو .. أشكرك لما قدمت للانسانيه من إرث ...حيث كَتبت قصه شعب كُنت فيهم ماضيهم وأسست لحاضرهم ومستقبلهم.. في جرينلاند اليوم تجد فيها المدارس والكنائس ومحطات الإذاعه وشركات الطيران .. بلاد لها الان من التاريخ الأدبي ما يُعتد به . ...
نادين
image
image
image
image
image
image
 0  0  219