أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نداء الروح

ماذا بعد ...؟! بقلم سقراطة الشرق سياده العزومي تحرير نداء الرؤح

ماذا بعد .........؟!

الجزء الثاني

من جميلة وشياطين الإنس

سقراطة الشرق
سياده العزومي
عضو اتحاد الكتاب

هل تنام جميلة .......؟!

كيف تنام جميلة وهي تؤمن أن لها حق الاختيار أن تكتب سيناريو حياتها على مسرح الحياة الكبير ولامفر أمام ضميرها أن تكون البطلة فلا يجوز أن تكون كومبارس أبداً وإلا حتما يكون هلاكهن، القت جسدها على السرير بجوار طفلتيها ، واستلقت علي ظهرها هموم الحاضر والمستقبل ، ذهنها شارد في دروب حياتهن، والحاضر يفتح أبواب الخوف من الغد علي مصراعيه، ويقرع طبول الخطر في الأعماق ، وضجيج الأنفاس الملتهبة تقذف حمم البراكين الثائرة بداخلها من فمها وأنفها حتى اشتعل هواء الواقع المحيط بها وتصاعدت أعمدة أدخنته، مصباح الغرفة مضاء دائما، والعين مفتوحة وإن نامت ؛ تخشي أن تغلقها ؛ كي لا يموج حال الواقع فيها وتتلاطم أمواجه وتثور، وتحطم شواطئ الأجفان المنتفخة وتغرقها بدموع كالمهل تكويها، من أجل حياة كريمة ينصهر عزمها؛ ليبدد ظلم وظلمة الليل الكئيب الذي يحيط بها وعشعش بداخل الحاضر وتمدد إلى المستقبل، وأملا في أن يفر وينكشح ، فما أبطأ خطوات ظلمة وظلام الحاضر، ممسوس يجري في مكانه فوق ظله وسط صحراء حياة قاحلة وقت ظهيرة المصاعب والأزمات، ما أثقله وابطأه، ليس لخلوه من الأحداث والحديث، لكن لشدة مرارته، حالها كحال زوجه محبة لزوجها الودود الرحيم لحظة دفنه يوم عزائه، لكن الحق هي مَنْ تأخذ عزاء نفسها، وما أصعب على القلب أن يأخذ عزاء نفسه وهو علي قيد هذه الحياة، تبكي على نفسها وهي تعلم علم اليقين أن رحيلها لا يفرق شيئا لأولي الناس بها بعدما تنازلت عن الكثير من أجلهم، المصاعب متشبثة بها كالغراء أو كالتصاق أسمنت في الملاط، يبني الواقع المؤلم مستقبلها ومستقبل طفلتيها، ولتغييره عليها هدم قلاعه ودفن مخلفاته في مقبرة عميقة مسلحة شديدة الصلابة؛ حتي لا تنبعث منه إشعاعات تسرطن وثلوث مستقبلهن ومستقبل الأجيال القادمة، أيقنت لغة الصمت، وسلكت دروب الصامتين التي اجتازتها بجدارة في معمل الألم والأشغال الشاقة بعد أن مضغتها التجربة ومزقت مشاعرها تحت أنيابها، فلم تعد هناك كلمات تعبر عن مآسيها ولم يعد في عالمها عيون تبصر أو آذان تسمع أو ضمائر تشعر تستطيع أن تستوعب مشاعرها وواقعها المؤلم، ايقنت أن الأمر كله بيد الله، أما من حولها، فما هم إلا أجساد متحركة في صورة أشباح لهياكل إنسان مخوخ من الإنسانية، لو تمكنت هذه الأجساد من الحرام لوثبت عليه، ها هي تقف في فناء العالم عارية من جلد أنوثتها، شكلت مشاكل زوجها وجهها بالكآبة واغلظت صوتها وعلت انفعالاتها وتلويحاتها نكرت انوثتها انسلخت من جلدها كي تستطيع أن تعيش في سوق الحياة لتوفير القوت لطفلتيها بشرف ...

ومازلت أكتب لكم
دمتم بخير أحبتي

سقراطة /سيادهimage
image
بواسطة :
 0  0  465