×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

الشباب ولغة السوشيال ميديا شاهيناز الفقي

شاهيناز الفقي

الشباب هم بناة الأوطان ولا يمكن أن نتخيل وطن قوي ينهض ويتقدم بغير سواعد الشباب، والشباب في كل زمن له لغته الخاصة وأفكاره المتمردة على القوالب الجامدة.
الشباب يعني الحماس والرغبة في التغيير وعدم الاستكانة للأمر الواقع، وقد أصبح للشباب لغة خاصة بهم وهي لغة العصر.. السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي)، ويكفي أن نعرف أن في مصر وحدها حوالي 40 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي لندرك أهميتها وقدرتها على التأثير في المجتمع والنهوض بالوطن، لم تعد السوشيال ميديا فائضًا عن الحاجة أو ترف وإنما أصبحت فاعلة في كل المجالات.
من خلال وسائل التواصل يستطيع الشباب نقل أفكاره وإبداعه والتواصل مع العالم الخارجي وتقديم مبادرات وأفكار جديدة ونشر الوعي الثقافي والسياسي..
العديد من الدراسات الحديثة تؤكد أن السوشيال ميديا لها تأثير كبير على نمو الأعمال وتحسين صورة المؤسسات ولها دور في بدء مشاريع جديدة والتسويق لها وجذب العملاء لهذه المشاريع..
ويمكن أن نقيس أهمية مواقع التواصل على كافة المجالات حتى المبادرات الإنسانية والثقافية وغيرها..
للسوشيال ميديا أيضا دور وتأثير مجتمعي كبير من خلال الإشارة للسلبيات وإحداث ضغط مجتمعي لتغييرها وبالفعل هناك بعض الصفحات والمواقع التي تقوم بذلك الدور على نطاق ضيق، وتحتاج لمزيد من الدعم لتقوم بدورها بشكل أفضل و ليكون تأثيرها و قدرتها على التغيير أكبر..
وكما أن لكل شيء جوانب إيجابية و أخرى سلبية فينبغي علينا جميعًا وبصفة خاصة الشباب أن ينتبه للأثار السلبية لوسائل التواصل. فيمكن من خلال شائعة أو نشر خبر غير دقيق إحداث فتنة أو بلبلة والتأثير على السياحة أو الاقتصاد ونرى إن شائعة واحدة ممكن تسبب خسائر هائلة في البورصة، فأصبح ممكنًا من خلال ضغطة زر تهديد استقرار وطن..
ومن ضمن الأثار السلبية التي يجب الالتفات لها بشدة هو التغيير في شكل المجتمع ، فقد فرضت مواقع التواصل الاجتماعي علينا العزلة و تحول الأمر من تواصل اجتماعي لانعزال اجتماعي وكل مستخدم يكتفي بالعالم الافتراضي الذي يعيش فيه و ينفصل عن العالم الواقعي. وأعتقد معظمنا يشعر بالتأثير المدمر للسوشيال ميديا على الأسرة المصرية وقد تحولت منازلنا لجزر منعزلة حتى إن الأسرة تتواصل عن طريق (الواتس اب و الماسنجر) ولا يجتمعوا إلا إذا باقة النت نفدت..
وعلى جيل الكبار أن يعترف بالتغيير ويقبله لأن التغيير سنة كونية، وأن يبني جسر من التفاهم والتواصل مع الشباب ليستفيد الشباب من الخبرة الطويلة لدى جيل الكبار، ويستفيد الوطن من أفكار الشباب التي تناسب زمنهم ومن امكاناتهم الهائلة لتحقيق وتنفيذ هذه الأفكار وبما يملكونه من أدوات تختلف عما ألفناه نحن.
وأذكر هنا مقولة نسبت خطأ للإمام على وهي (لا تكرهوا أولادكم على أثاركم فإنهم مخلوقين لزمان غير زمانكم) ورغم نسبها الخطأ إلا إنها صحيحة المعنى فلكل زمن لغة وأدوات خاصة به.
image
 0  0  186