جليلة كريم في المقهى المنزوي في اخر الشارع كان لقاؤنا
جليلة كريم
في المقهى المنزوي في اخر الشارع كان لقاؤنا ...
كانت الساعة تشير لمنتصف الحب ... و قبلتين ...
ينظر بامتعاض لساعته السويسرية ... يرتدي معطفا من البرود و قناعا من الكبرياء ...
عطره الفرنسي يثيرني ...جريدته الصباحية تفتح له ذراعيها كعاشقة تقتلها اللهفة لعناقه ...
علبة سجائر أمريكية فوق الطاولة تشتهي الاحتراق بين انامله و منفضة مملوءة برماد الذكريات ...
فنجان قهوة ذبت فيه كقطعة سكر ليرتشفني على مهل ...
تعمدت ان اصل متأخرة ... ارسم على وجهي ابتسامة باردة لا معنى لها ...
اتصنع الهدوء ... محاولة إخفاء ارتباكي و ارتعاشة يدي ... انظر لفنجاني حتى ابعد نظراتي عن ملامحه المتشنجة ...
ظل هادئا ... ينظر الي باستغراب كانه يراني لاول مرة ... يتظاهر بقراءة الجريدة كي يتحاشى محادثتي ...
كان صمتي يصرخ ... كانت ثرثرتي الخرساء تحدث ضجيجا بداخلي ...
كانت الكلمات تتزاحم على شفتي لكنني لا اقوى على البوح ... فقد ماتت الكلمات و تبعثرت الحروف و لم يعد العتاب يجدي ...
كل ما حولي يشير ان عقارب ساعة علاقتنا توقفت ... توقف الزمن عند اقدام طاولتنا ...
كنت انظر لسجارته تتوهج و هي تحترق بين انامله و تصير رمادا ... ينفث دخانها و هو في اشد حالات الانتشاء ...
كنت احس ان هناك علاقة ما تربطني بهذه السجارة ... ربما سالقى نفس المصير ... ان اعدم عاطفيا بدم بارد و بهدوء قاتل ...
انه يجيد تصويب الرصاصة في مقتل ... يجيد طهو اطباق الكذب على مهل و يزين طاولته بمناشف و شموع من العهود و الوعود التي تذهب ادراج الرياح ... لكن هذه المرة سنتبادل الادوار سيدي ... ساعلقك على مشانق التجاهل ... و سنلعب معا تلك اللعبة التي تعشقها و هي لعبة الإستغباء ...
سارميك في سلة مهملاتي و لمزبلة تاريخي لتنهش بقاياك وحوش النسيان ...
انسيت انني المرأة الكبرياء ... المرأة التي لا تعرف الإنحناء ... شجرة الصفصاف التي لا تموت إلا واقفة ...
نظرت اليه نظرة ذات معنى و انتفضت واقفة دون ان اودعه و تركته يبحلق في دخان سجارته بذهول ...
جليلة كريم
في المقهى المنزوي في اخر الشارع كان لقاؤنا ...
كانت الساعة تشير لمنتصف الحب ... و قبلتين ...
ينظر بامتعاض لساعته السويسرية ... يرتدي معطفا من البرود و قناعا من الكبرياء ...
عطره الفرنسي يثيرني ...جريدته الصباحية تفتح له ذراعيها كعاشقة تقتلها اللهفة لعناقه ...
علبة سجائر أمريكية فوق الطاولة تشتهي الاحتراق بين انامله و منفضة مملوءة برماد الذكريات ...
فنجان قهوة ذبت فيه كقطعة سكر ليرتشفني على مهل ...
تعمدت ان اصل متأخرة ... ارسم على وجهي ابتسامة باردة لا معنى لها ...
اتصنع الهدوء ... محاولة إخفاء ارتباكي و ارتعاشة يدي ... انظر لفنجاني حتى ابعد نظراتي عن ملامحه المتشنجة ...
ظل هادئا ... ينظر الي باستغراب كانه يراني لاول مرة ... يتظاهر بقراءة الجريدة كي يتحاشى محادثتي ...
كان صمتي يصرخ ... كانت ثرثرتي الخرساء تحدث ضجيجا بداخلي ...
كانت الكلمات تتزاحم على شفتي لكنني لا اقوى على البوح ... فقد ماتت الكلمات و تبعثرت الحروف و لم يعد العتاب يجدي ...
كل ما حولي يشير ان عقارب ساعة علاقتنا توقفت ... توقف الزمن عند اقدام طاولتنا ...
كنت انظر لسجارته تتوهج و هي تحترق بين انامله و تصير رمادا ... ينفث دخانها و هو في اشد حالات الانتشاء ...
كنت احس ان هناك علاقة ما تربطني بهذه السجارة ... ربما سالقى نفس المصير ... ان اعدم عاطفيا بدم بارد و بهدوء قاتل ...
انه يجيد تصويب الرصاصة في مقتل ... يجيد طهو اطباق الكذب على مهل و يزين طاولته بمناشف و شموع من العهود و الوعود التي تذهب ادراج الرياح ... لكن هذه المرة سنتبادل الادوار سيدي ... ساعلقك على مشانق التجاهل ... و سنلعب معا تلك اللعبة التي تعشقها و هي لعبة الإستغباء ...
سارميك في سلة مهملاتي و لمزبلة تاريخي لتنهش بقاياك وحوش النسيان ...
انسيت انني المرأة الكبرياء ... المرأة التي لا تعرف الإنحناء ... شجرة الصفصاف التي لا تموت إلا واقفة ...
نظرت اليه نظرة ذات معنى و انتفضت واقفة دون ان اودعه و تركته يبحلق في دخان سجارته بذهول ...
جليلة كريم