×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

كلمة الشاعرة ناريمان علوش في حفل توقيع ديوانها/ نصف ضائع

كلمة الشاعرة ناريمان علوش في حفل توقيع ديوانها/ نصف ضائع ناريمان علوش في حفل توقيع ديوانها
image
نصف ضائع /


كلمتي خلال حفل توقيع ديواني نصف ضائع في كفرحتى:
مساؤكم عطرُ حنين،
لأن علاقتي بكم وبهذه الأرض علاقةُ ايمان، اخترنا هذا المكان الذي يليقُ بقدسيتها... فأهلا وسهلا بأهلي وجيراني وأصدقاء طفولتي.. أهلا وسهلا بأهالي بلدتي كفرحتى فردا فردا...
بعد أن ضاع نصفي مني هنا ...هنا حيث سقط النصف سهواً.. نسيت أن أعمّد ذاكرتي قبل الإقلاع من مكان وزمان يلتحم فيهما وجداني.. كيف لا يضيع نصفي مني وقد هجرت حضن أمي.. نسيت أن الذات لا تكتمل إلا بالانتماء.. وما هو الإنتماء إلا لأرض ومكان يعبق فيهما عطر الطفولة.. لا شيء يساوي العمر سوى أرض تحتوينا، نسكب فيها آمالنا وأحلامنا وذاكرتنا.. فكيف لا تكون كفرحتى هي أرضي وأمي.. هذه الأرض التي شهدت على صرخة ولادتي.. على أولى ضحكاتي وخطواتي...هذه الأرض التي زرعت في كل ركن من حاراتها حلماً. سلوا الجدران والأسطح َ والطرقات.. سلوا أشجار اللعلوعة وبركة العين والأزقة والبيوت.. كل ما فيها يحتفظ بعطر طفولتي وصدى ضحكتي.. سلوا مدرستي فإن خانتني ذاكرةُ الأماكن لن تخيّبَني بصماتُ أناملي التي نقشتُها على مقاعد دراستي .. آه يا كفرحتى ما زلتِ وفيّةً لأسراري..كم مرّةٍ جلست على أرضِك لأعجِنَ من تربتها أحلامي، وأدفنَ أحزاني وأوجاعي.. وبالرغم من أني هجرتك لكنك لم تهجريني.. ما زلت تسكنين القلب والروح.. ما هو السر الذي إليك يشدّني فكيف لا تكوني أمّي.
عبثا أحاول التحرر من سحركِ.. أحاول الحياة في أرض غير أرضكِ.. عمدا ومع سابق الاصرار أبتعد عنكِ.. لكني.. و في اللاوعي لا اقترب إلا منكِ..
فبماذا أدعوكِ؟؟ أمي؟؟؟ كم يليق بي وبكِ هذا الوصال.....
 0  0  289