حق الوطن
*حق الوطن*
جلس متكئا علي أريكته يشاهد التلفاز. كان يتابع أحد برامج التوك شو.حيث بدأ المذيع المشهور غاضبا متجهما ؛فاليوم هو اليوم الأول للانتخابات البرلمانية .وكان الحضور باهتا واللجان خاويه إلا من بعض المسنين الذين يستعدون لمغادره سفينه الوطن إلي الدار الآخرة.
أخذ المذيع وضيوفه من النخبة أو ما يطلق عليهم كذلك يهاجمون المواطن المصري السلبي الذي يعتبرونه عاله علي الوطن تارة يحفزونه ويذكرونه بحق الوطن عليه،وتاره أخري يهددونه بالويل والثبور وعظائم الأمور. وبأن عدم النزول سيدفع بالبلاد لأحضان الفصيل المنبوذ
.الكل يتكلم باسم الوطن .كلهم يقول من أجل الوطن. وكلهم يحتكر الوطنية ولا يري الوطن إلا من منظوره الضيق وفكره الوحيد. والكل يتهم الآخر بأنه لا يعمل لمصلحه الوطن والوطن من الكل بريء. سالت دموعه رغما عنه وتذكر بؤسه وحاجته وأحلامه التي ضاعت هباء في الوطن. لماذا لم يعطه أحدهم حقوقه ثم يطالبه بحق الوطن. الكل في قصور عاجيه عالية .والجوعى والعراه مطالبون وحدهم بحق الوطن. رجع بالذاكرة إلي الوراء قليلا قبل خمس سنوات مضت. كان الوضع يشبه الوضع .ما أشبه الليلة بالبارحه.وكان الإعلام يتساءل أين حق الوطن. لكن المواطن كان يعي جيدا ان صوته لا قيمه له وان النظام يعرف جيدا كيف يختار رجاله. وله من الاساليب الكثير من تغيير الصناديق وتسويد للبطاقات واستدعاء الموتى كي يصوتون.
و استخدام سطوه القوه وبريق المال. كان الكل يعلم قواعد اللعبه.ويتظاهر بالغباء متسائلا اين حق الوطن. كان النظام متأكدا أن رجاله سيفوزون لكنه يحتاج الشعب كمحلل ليظهر أمام حلفائه في الغرب كنظام ديموقراطي ولو كذبا.
فجأة قامت الثورة .وبثت في الشعب روحا جديدا ألهمته بأشياء عظيمه. وجعلته يتصور ان مصر قادمه تركض ركضا نحو التقدم والإنسانية والرفاهية. غابت مصر طويلا أو غيبت. وأريد لها ان تظل في ذيل الحضاره.لأنهم يعرفون ان مصر ان قامت قام العرب جميعا. وأصبحوا كيان يحسب له الحسابات. نزل الشعب بالملايين ليلبي نداء الوطن لأنه كان نداء حقيقيا بلا كذب ولا رتوش نزل بأعداد أذهلت العالم وأثبت للعالم أنه شعب حي لم يمت بعد. مرت سنتان وعاد الشعب إلي سابق عهده ماذا جري الآن ليسأل المذيع كما سأل في الماضي اين المواطن ؟ربما كان الأجدر ان يسأل أين الوطن ؟انتبه صاحبنا علي صوت زوجته تطلب منه النقود لتشتري لحما لان أطفالها راو جارتهم تطبخ اللحم بعد إن عادت من الإدلاء بصوتها في الانتخابات .
تركها خارجا قالت الي أين؟.قال: البي نداء الوطن.
الكاتب ناصر توفيق
جلس متكئا علي أريكته يشاهد التلفاز. كان يتابع أحد برامج التوك شو.حيث بدأ المذيع المشهور غاضبا متجهما ؛فاليوم هو اليوم الأول للانتخابات البرلمانية .وكان الحضور باهتا واللجان خاويه إلا من بعض المسنين الذين يستعدون لمغادره سفينه الوطن إلي الدار الآخرة.
أخذ المذيع وضيوفه من النخبة أو ما يطلق عليهم كذلك يهاجمون المواطن المصري السلبي الذي يعتبرونه عاله علي الوطن تارة يحفزونه ويذكرونه بحق الوطن عليه،وتاره أخري يهددونه بالويل والثبور وعظائم الأمور. وبأن عدم النزول سيدفع بالبلاد لأحضان الفصيل المنبوذ
.الكل يتكلم باسم الوطن .كلهم يقول من أجل الوطن. وكلهم يحتكر الوطنية ولا يري الوطن إلا من منظوره الضيق وفكره الوحيد. والكل يتهم الآخر بأنه لا يعمل لمصلحه الوطن والوطن من الكل بريء. سالت دموعه رغما عنه وتذكر بؤسه وحاجته وأحلامه التي ضاعت هباء في الوطن. لماذا لم يعطه أحدهم حقوقه ثم يطالبه بحق الوطن. الكل في قصور عاجيه عالية .والجوعى والعراه مطالبون وحدهم بحق الوطن. رجع بالذاكرة إلي الوراء قليلا قبل خمس سنوات مضت. كان الوضع يشبه الوضع .ما أشبه الليلة بالبارحه.وكان الإعلام يتساءل أين حق الوطن. لكن المواطن كان يعي جيدا ان صوته لا قيمه له وان النظام يعرف جيدا كيف يختار رجاله. وله من الاساليب الكثير من تغيير الصناديق وتسويد للبطاقات واستدعاء الموتى كي يصوتون.
و استخدام سطوه القوه وبريق المال. كان الكل يعلم قواعد اللعبه.ويتظاهر بالغباء متسائلا اين حق الوطن. كان النظام متأكدا أن رجاله سيفوزون لكنه يحتاج الشعب كمحلل ليظهر أمام حلفائه في الغرب كنظام ديموقراطي ولو كذبا.
فجأة قامت الثورة .وبثت في الشعب روحا جديدا ألهمته بأشياء عظيمه. وجعلته يتصور ان مصر قادمه تركض ركضا نحو التقدم والإنسانية والرفاهية. غابت مصر طويلا أو غيبت. وأريد لها ان تظل في ذيل الحضاره.لأنهم يعرفون ان مصر ان قامت قام العرب جميعا. وأصبحوا كيان يحسب له الحسابات. نزل الشعب بالملايين ليلبي نداء الوطن لأنه كان نداء حقيقيا بلا كذب ولا رتوش نزل بأعداد أذهلت العالم وأثبت للعالم أنه شعب حي لم يمت بعد. مرت سنتان وعاد الشعب إلي سابق عهده ماذا جري الآن ليسأل المذيع كما سأل في الماضي اين المواطن ؟ربما كان الأجدر ان يسأل أين الوطن ؟انتبه صاحبنا علي صوت زوجته تطلب منه النقود لتشتري لحما لان أطفالها راو جارتهم تطبخ اللحم بعد إن عادت من الإدلاء بصوتها في الانتخابات .
تركها خارجا قالت الي أين؟.قال: البي نداء الوطن.
الكاتب ناصر توفيق