×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

لا تلوموا السبكي.. ولوموا القطيع للكاتب الصحفي حسين ابو السب

لا تلوموا السبكي.. ولوموا القطيع
image

حملة فخمة ضخمة على "آل السبكي" باعتباره المفسد الأول للذوق العام ‫#‏المصري‬، بالأفلام الرخيصة التي يقدمها، كما يروج أصحاب الحملة.
كان أول تعليق لي على هذه الحملة قلت لصديقي متندرًا: "احنا طيبين أوي يا خال، وغارقانين في الهبل".
من وراء الترويج لهذه الحملة، يريدون ا#لشعب المصري، وفي مقدمتهم "الإعلام المتخلف"، ومن بعده أرباع المثقفين، أن ينساقوا في حملتهم ضد ‫#‏السبكي‬ بشراسة، وكأنه بنفسه صرَّح لنفسه بالعرض، وتزداد شراسة الحملة كأنه المسؤول أيضًا عن ضياع ‫#‏فلسطين‬ مثلاً، وتشتيت الانتباه حول السبب الرئيس للتخلف وغياب الوعي معروف. وكأن التعليم في مصر بالمستوى نفسه في فنلندا، أو أنَّ الإعلام بالمستوى المهني الرفيع الذي نحسد عليه، أو أنَّ الثقافة بشكل عام مدعومة، وفق منهج علمي لتخريج أجيال على مستوى من الوعي.
الحملة على "آل السبكي" ضلت طريقها، السبكي ما هو إلا امتداد لأفلام المقاولات التي ظهرت منذ السبعينيات، وامتدت مع الانفتاح الاقتصادي، وكذلك امتداد لانعدام الرغبة في توعية الشعب المصري بما يليق به من ثقافة ووعي حقيقيين.
استثمر السبكي أمواله وفق ما يعرف من أنواع الاستثمار، وربح أموالاً طائلة، وربح الفنانون أيضًا من ورائه، وكان الوحيد الذي يدفع للفنانين وأفلامه مستمرة في فترة كساد "الربيع العربي" المزعوم.
والسؤال الذي أطرحه الآن: ماذا فعل المنتجون الآخرون، أو ماذا فعلت الدولة من إنتاج أفلام توازي الكم الرهيب من أفلام السبكي.
والإجابة ببساطة، ويراها الأعمى قبل البصير هي أنَّ الكل وقف مكانه "محلك سر"، ولا يريد أن يقدِّم عملاً حقيقيًا، بل وينتهج النهج الأسهل، وهو السباب، والرفض أو القبول _حسب الموجة_ العامة.
لا أحد محايد في الهجوم على "آل السبكي"، أو حتى منصف لرؤية الوضع ‫#‏الثقافي‬ العام في مصر، ولا أحد يرى المشكلات التي تغتالنا يوميًا، والحملة لترقية الذوق العام لن تكون باستصدار أمر لوقف ‫#‏الأفلام‬ المخلة بالذوق _وهذا أمر نسبي_، بعد أن تشربنا جميعًا بفلسفة الاستقواء على المختلف معنا، توقف نزيف الذوق العام له حلوله الأخرى، غير سياسة المنع التي يطالب بها كثيرون، والحملات التي تريد أن تغتال، من دون البحث عن حلول واعية.
لست مع نوعية الأفلام التي ينتجها السبكي، رغم مشاهدتي لبعضها، ولست مع الجمهور الذي يرتادها، لكنني مع الوعي الغائب، ومع ضرورة الاستثمار المعرفي في الإنسان ليختار، لا لكي نفقده الأهلية.
اخرجوا من طابور القطيع، ولنفكر جميعًا خارج الصندوق المحبوسين فيه، طوعًا.

‫#‏حسين_أبوالسباع‬

n.jpg
 0  0  602