الكاتب أحمــد منصـور .. هذيـان يقظــة
]
هذيان يقظة
من أين ابدأ ؟! و أنا و الأحلام تعاهدنا على قتل الحياة . لا أشعر بخيبة أمل عندما وجدتُ نفسي في الأربعين ، و أنا ما زلت طفل يستعجبُ أفعال كل من حوله ؛ حتى هذه المرأة التى تعكر صفو براءتي بنقيقها المستمر ؛ لحاجة أولادنا للطعام و الكسوة . لست بحاجة للعمل ، بل بحاجة أن أفيض على الفقراء من محيط ثرواتي ، بالغد سأكون الرجل الوحيد المالكَ لآبار البترول ، كما الأمس عندما كنتُ المسيطر على مناجم الذهب بالْعَالَمِ ... أما اليوم سأقتل زوجتي ، لا تنقطع عن الثرثرة في السياسة . لأول مرة أرى خادمة مثقفة ! مالي أنا و الصناديق الخاصة ، و البنزين ، و التقشف . أقل أسرة مكونة من ثلاثة أولاد تحتاج إلى ثلاثة آلاف جنيه بالشهر ؛ لكي تحيا حياة الأدميين ، سأعطيها ثلاثمائة ألف جنيه و سأخنقها بيدي ، كل ما يمنعني ليس جمالها فقط ؛ لكن الأولاد بحاجة إليها ، و حقيقة الأمر أنا الآخر ، لكني على يقين من أني سأفعلها يوما . قلت لها مرارا و تكرارا لا تذهبي للعمل لدى السيدة التي لا يكف زوجها عن نظراته و لمساته ؛ لكنها تصرخ في وجهي : قُمْ ... قم يا فالح ألا تستحقُ الخنق ؟!
هذيان يقظة
من أين ابدأ ؟! و أنا و الأحلام تعاهدنا على قتل الحياة . لا أشعر بخيبة أمل عندما وجدتُ نفسي في الأربعين ، و أنا ما زلت طفل يستعجبُ أفعال كل من حوله ؛ حتى هذه المرأة التى تعكر صفو براءتي بنقيقها المستمر ؛ لحاجة أولادنا للطعام و الكسوة . لست بحاجة للعمل ، بل بحاجة أن أفيض على الفقراء من محيط ثرواتي ، بالغد سأكون الرجل الوحيد المالكَ لآبار البترول ، كما الأمس عندما كنتُ المسيطر على مناجم الذهب بالْعَالَمِ ... أما اليوم سأقتل زوجتي ، لا تنقطع عن الثرثرة في السياسة . لأول مرة أرى خادمة مثقفة ! مالي أنا و الصناديق الخاصة ، و البنزين ، و التقشف . أقل أسرة مكونة من ثلاثة أولاد تحتاج إلى ثلاثة آلاف جنيه بالشهر ؛ لكي تحيا حياة الأدميين ، سأعطيها ثلاثمائة ألف جنيه و سأخنقها بيدي ، كل ما يمنعني ليس جمالها فقط ؛ لكن الأولاد بحاجة إليها ، و حقيقة الأمر أنا الآخر ، لكني على يقين من أني سأفعلها يوما . قلت لها مرارا و تكرارا لا تذهبي للعمل لدى السيدة التي لا يكف زوجها عن نظراته و لمساته ؛ لكنها تصرخ في وجهي : قُمْ ... قم يا فالح ألا تستحقُ الخنق ؟!