×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

حقا غريبة---مجدة الحوسني

حقا غريبة
عشرون عام لم اذق طعم الغربة رغم تجوالي هنا وهناك منذ طفولتي وحيدة ام برفقة من اريد ,كنت على يقين بان لا بد لي من العودة الى ذاك المكان الذي خرجت منه في أي لحظة ,ولكن الكثير من هم حولي اليوم يشكي من غربة الاهل والوطن وغربة المشاعر ايضا, وانا في تلك الايام لم اكن سواء مستمع بحرارة لتك الشكوى وما هوه واجب تهذيب وتهدئة تلك المشاعر, ولكن الامس وتلاه اليوم ذات الشعور بالغربة رغم جموع البشر من حولي الشعور يتسلل الي عقلي وقلبي في كل لحظة حينما رجعت بي تلك الذاكرة الى ذاك الحديث مع ذاك المغترب عن وطنه دام عشرة اعوام ,احسست اليوم حجم المعانة التي كنت دائما لا اهتم بها دائما اقول تفاءل فهناك يوما سوف يأتي ليخفي كل تلك الليالي الغبراء من ذاكرتك وتقرب الخطاء الى مكان لطالما حلمت به مرار وتكرار ان تشرق بك شمس الغد وانت تحتضن ارجاءه, غربة الاهل معجزة ,غربة الاهل اشبة بتلك العجوز مبتورة الساق تمشي على تلك العكازة الخشبية المكسورة من المنتصف, حقا لا يمكن ان تستشعر باي معانات ما دمت لم تجرب شعورها يوما ,اعيش في وطن رفيع وحول اصدقائي ذو ارواح جميلة ولكني بعيدة عن حامي هذا الوطن ولذة الارواح الجميلة ,وللوهلة الاولي التي لا استطيع ان اتمالك زمام مشاعري ودموعي ,للمرة الاولي التي اجلس على تلك السفرة بعد عشرين عام لأجد نفسي بلا اهل ولا وطن ولا نفستي ذاتها لم اجد كل هذا اليوم ,فالأهل وطن وان تاهت بك اوطانك وشعبك ان خانك شعبك وسكنك اذا تاهت بك الحياة واغلق ابوابها في وجهك وشردتك من حياتك, اهلك عز وفخر وسند لن تجده مهما بحثت عنه الان, الان استشعرت ما يعتصر قلوب المغتربين من مشاعر, فحقا اشتاق الان, فشوقي لقرب اهلي في هذه الايام اشبه بتلك العاقر التي تداعب اطفال العالم اجمع في حضانتها الصغيرة وتأمل بحمل مثلهم في احشائهم يوما ولو كان خبره كاذب ,فالحمد الله لكل من يلوذ في حضن عائلته كل يوم, والحمد الله على من يصبح ويمسي في وجوه افراد عائلته ,وجمعني الله بمن اشتاقت لهم احلامي ويقظتي ,اهداء لعائلتي الكريمة .....
مجدة الحوسني
image
 0  0  915